يقول إبراهيم -النزيل في سجن جازان- ل«عكاظ» إنه شغف منذ صغره بقصات الشعر حتى قادته الظروف، كما يقول، إلى السجن، «لم يخطر في بالي وجود قسم للحلاقة بشعبة السجن العام، وعند إعلان البرامج التدريبية قررت استكمال هوايتي في ذات التخصص فأصبحت محترفا يشار إلي بالبنان» ويطمح إبراهيم بعد خروجه من السجن بافتتاح صالون حلاقة يديره بنفسه. أما زميله «علي» فيقول: كنت هاويا منذ المرحلتين المتوسطة والثانوية في إصلاح ماكينات السيارات، وظللت حريصا على معالجة أعطال سيارات أقاربي وأصدقائي وقد أتاح وجودي في السجن فرصة نادرة للاستفادة والحصول على الشهادة التخصصية وعزمت على إنشاء ورشة ميكانيكا بعد انتهاء محكوميتي. ومن تجارب النزيلين تتنوع مهمات سجون منطقة جازان بين الإصلاح والتهذيب والتدريب والتأهيل والتثقيف. ويقول مديرها العميد عيضة المالكي ل«عكاظ» إن إدارة السجن خصصت مشاريع عدة وشراكات مع مؤسسة التدريب التقني والمهني والشؤون الإسلامية وجامعة جازان لاستحداث تدريب مهني فوق الثانوي أسوة بالتعليم الجامعي إلى جانب برامج عدة للإصلاح؛ تعليمية وتدريبية بالتنسيق مع تعليمي جازان وصبيا. يضيف المالكي أن دور رسالة الإصلاح والتهذيب استلهمت تخصيص برامج عدة وضعت وفق معايير وأسس معينة منها تخصيص عدد من المدارس الإصلاحية بجميع مراحلها في سجون المنطقة، إذ يدرس النزلاء في الفترة المسائية أسوة بالمدارس الموجودة خارج السجون، ويتم في نهاية العام منح الدارسين من النزلاء شهادات دراسية دون الإشارة فيها إلى أن المتخرج كان سجيناً. كما تتولى لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» المساهمة في دمج ومساعدة المفرج عنهم من النزلاء في المجتمع، وبحث وظائف لهم ولذويهم في سوق العمل والتدريب المجاني لهم في الجهات التعليمية والتدريبية المتعاونة مع اللجنة. ويرى مدير سجون جازان أن مكاتب العمل تسهم في توظيف المفرج عنهم من خلال احتساب النزيل المفرج عنه -الذي يتم توظيفه في أي مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص- باثنين في نظام «السعودة» كما تقوم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بتقديم برامج ودورات تدريبية متنوعة في تسعة تخصصات مختلفة ما بين حرفي ومهني يستفيد منها النزلاء داخل السجون وتتواكب مع سوق العمل وتمنح الفرصة لمن أُفرج عنه قبل إكمال تدريبه لمواصلة التدريب في أي معهد تابع للمؤسسة على مستوى المملكة. كما قدمت جامعة جازان فرصا دراسية مجانية للنزلاء عن طريق برامج التعليم عن بعد. وفي مجال الدعوة والإرشاد هناك تعاون مثمر ومستمر مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية فيما تتولى شعب التوجيه الفكري والمعنوي بالمنطقة برامج ترفيهية وثقافية ورياضية تشتمل على مسابقات وجوائز تنفذ على أربع مراحل من كل عام مدعومة من المديرية العامة للسجون. التعامل مع السجناء وثقت عدسة «عكاظ» في شعبة السجن العام الأنشطة المتنوعة للنزلاء، والتقت بعدد منهم برفقة مدير شعبة السجن العام المقدم علي مصلوف ومساعده المقدم سلطان يحيى النعمي ومدير العلاقات العامة الرائد وليد كاملي الذي أوضح أن النزلاء يحظون باهتمام بالغ ورعاية مستمرة في كافة الجوانب لإدماجهم في المجتمع بعد الإفراج. وأضاف أن الإدارة تتعامل مع النزلاء كضيوف وتقدم لهم كافة الخدمات بكل الوسائل سواء صحيا أو تعليميا أو توعويا ودراسيا، بهدف تمكينهم من سوق العمل بعد الانتهاء من محكوميتهم. النزيل يحدد تخصصه ويقول وكيل التدريب بالمعهد الصناعي المهندس أحمد الفيفي إن المعهد به أكثر من 20 مدربا في مختلف التخصصات يتولون تدريب النزلاء في تخصصات وبرامج عدة تصل مدة بعضها إلى 6 شهور وكل شهاداتها معتمدة ويستفيد منها النزيل بعد انتهاء محكوميته في الانخراط بسوق العمل أسوة بغيرهم. وأضاف الفيفي أنه في كل عام يجري استحداث أقسام مهنية وتخصصية جديدة منها قسم النجارة الذي استحدث أخيرا ويضم أكثر من 30 متدربا. وأضاف أن المتدرب هو من يحدد رغبته في التخصص التي يتماشى مع ميوله وهواياته. فبعضهم يستكمل الخطة التدريبية والبعض شمله العفو ويستكملها خارج السجن في أي معهد تابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المملكة. كما نفذ المعهد العديد من الفرضيات بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر والدفاع المدني لتزويد النزلاء بالمهارات اللازمة وكيفية تنفيذ خطة الإخلاء عند حدوث حريق.