العاقل هو ذلك الذي يفكر في الشيء قبل الوقوع فيه وليس بعده. والانفعالات النفسية كثيرا ما ترتفع معدلاتها إلى درجات عالية ثم تنخفض بحكم الطبيعة البشرية التي تتفاعل مع الغضب لاتفه سبب وللرضا والمصالحة مع النفس ومع من حولها، مواقف تستبدل الجراح بالسماح من قبل أن يتوقف النبض ونستغرق في الأسف على مواجدنا وخصومتنا حين لا نسمع صوت إجابة نستريح بها في أيام العمر المتبقية التي لا نعرف بالضبط موعدنا مع الصمت والارتحال عن دنيانا التي تخدعنا فيها أحلامنا فتصيبنا بغفلة لمراجعة مواقفنا وتصحيح مساراتنا الخاطئة ونوايانا المستكبرة على وجداننا وقد خذلتنا في اختيارات نصدق بها تعاظم الأسى الذي نتشدد من أجله ضد ذاتنا وغيرنا. وعقدة الحقد لا تتجاوب إلا لوحشيته وجبروته وخيلائنا به كأنما نستعلن استعلاءه على كل ما هو معقول وتفرده بحقيقة يستقل بها طرف واحد في رؤيته التي تحيا مستيقظة يتطاول بها وعليها بالكلام الموضوع من يتطاول. وإنها المصيبة التي تربى بها الصغار على غير أخلاقيات الكبار لنكون وإياهم في تفسيراتنا ووشائجنا نحتل طباعا وسلوكيات صبيانية جديدة. وحيا النفس وتأملاتها ومعرفة مصيرها ليست ألغازا نتجاهل بها واقعا سوف نكون بعده أثرا بعد عين وأننا سندخل إلى زوايا النسيان لمراحل زمنية من سبقنا إليها فتخطاها شعورنا بصوتها وصورتها. وويل لمن تستهلكه العداوات ومخاطرها وتعصف به ليكون أول شاهد عليها وعلى صرامته في التفاضل على من سواه والتعامل معه بروح إنسانية لا تتساهل بالزلل فيتعمد ممارسات الخطل وسخافة الدجل. والحق والعدل لا يكون التنازع إلا من أجله والارتفاع بكرامتنا معه عن كل الالتباسات والشبهات وما إليها فلا تكون وساوسنا منتصرة لكل باطل نتعصب له. أما رعونة نعيقنا فليس له ترجمة إلا أن يكون معنى من معاني حماية الجهل والحمية به والتجاوزات غير المسؤولة عندما تصدر من معنويات ضعيفة وخشونة لها شكلها الشاذ في مكوناته فلا تتأخر من إحكام إغلاق الأبواب في وجهها. فاللهم اهدنا إلى مرضاتك وأحسن السبل وألا تجعلنا من الضالين. * كاتب سعودي