باشرت أمس هيئة الرقابة والتحقيق في محافظة الطائف التحقيق في الخطأ الذي تعرض له الطفل نهار الحارثي في مستشفى الملك فيصل بالطائف. وأكد المحامي قصي الشريف ل«عكاظ» تسلّمه الوكالة على القضية من قبل والد الطفل، وتقديمه تظلّماً لمديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف لإنصاف الطفل لتصدر توجيهات بتشكيل لجنة للتحقيق. وأضاف الشريف: لا نجرّم شخصاً بعينه، ولكن المؤسف أن الطفل أتى للطوارئ برفقة والدته، والطوارئ رفضت استقباله بحجة عدم وجود أصل كرت العائلة رغم أن نظام مزاولة المهن الصحية في مادته الثامنة ينص على أنه «يجب على الممارس الصحي الذي يشهد أو يعلم أن مريضاً أو جريحاً في حالة خطرة أن يقدم له المساعدة الممكنة أو أن يتأكد من أنه يتلقى العناية الضرورية»، وفي النهاية القضية ستأخذ مجراها القضائي ضد وزارة الصحة؛ لأن القاعدة الفقهية نصت على «المباشرة تقطع حكم التسبب»، فمن باشر الخطأ وزارة الصحة، وهي من تتحمله، وسنطالب بالتكفل بعلاج الطفل وإلا فإجراء عملية تجميلية له وتعويضه تعويضاً مادياً مجزياً عن الضرر الذي حصل له. فيما أبلغت وزارة الصحة والد الطفل بحفظ الشكوى التي تسلّمتها الوزارة والاكتفاء بالشكوى المقدمة على صحة الطائف. من جهتها، أكدت الشؤون الصحية في الطائف، فتح تحقيق في ادعاء سلطان الحارثي والد الطفل الذي استؤصلت غدده التناسلية في مجمع الملك فيصل، وذلك للوقوف على مدى صحة ما ذكره الحارثي حول مراجعة طفله ووالدته المستشفى في اليوم السابق للعملية ولم يتم الكشف عليه لعدم توفر الهوية الوطنية معهم، حتى تمت مراجعتهم في اليوم التالي بعد مضي حوالى 12 ساعة من المراجعة الأولى. وقالت الصحة، إن الهوية مطلب رئيسي لفتح الملفات والتعاطي مع أي حالة غير طارئة وفقا لتعليمات الجهات المختصة، مؤكدة في بيان لها أنه «إشارة إلى ما تم تداوله عن التسبب في استئصال غدد تناسلية لطفل حسب رواية والده سلطان الحارثي، فإن ما حدث تمثل في وصول الطفل يوم الأربعاء 3 أبريل عند الساعة 10:25 صباحا إلى مجمع الملك فيصل يشكو من آلام في البطن، وتم عمل الفحص الطبي بعد وصوله وكان التشخيص المبدئي اشتباها بالتواء في الخصية اليمنى وليس آلاما في البطن، وتم عمل أشعة تلفزيونية له الساعة 11:30، أظهرت عدم وصول الدم للخصية اليمنى». وأضافت: «نظرا لأن الأمر بدأ منذ أكثر من 12 ساعة فيكون التشخيص التواء بالخصية مع غرغرينا بالخصية وتم إبلاغ أطباء المسالك البولية في الساعة 12:00 وأُخذ القرار لعمل الاستكشاف الجراحي لاستئصال الخصية اليمنى حال تأكيد التشخيص، وتثبيت الخصية اليسرى لحمايتها من الالتواء الذي ينتج عن عيب خلقي في تركيب الخصية والحبل المنوي ويحدث في إحدى الخصيتين أولا ثم يحدث في الأخرى إذا لم يتم تثبيتها». ولفتت صحة الطائف إلى أنه تم عمل الإجراء الجراحي بعد موافقة ذوي المريض، وشرح الأمر لهم، وتمت العملية بنجاح عبر استشاري المسالك المناوب بالطوارئ والفريق المعاون له، حيث وجد التواء بالخصية اليمنى وتوقف الدم عن الوصول لها ولم يتمكن الفريق من إنقاذها رغم محاولاتهم، وفي هذه الحالة فإن الاستئصال هو الحل الأمثل لمنع تكوين أجسام مضادة تؤذي الخصية الأخرى، مع عمل تثبيت وقائي للخصية اليسرى لمنع التوائها، وكانت حالة المريض مستقرة بعد العملية وخرج في اليوم التالي، ولا يتوقع أن يؤدي ذلك لفقد القدرة على الزواج أو الإنجاب بصورة طبيعية.