انطلقت فعاليات «مهرجان نور للثقافة والفنون»، في الرياض، الذي نظمته الشركة السعودية للكهرباء، ويستمر لسبعة أيام، في حفل كبير صاحبه أوبريت فني وغنائي، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفنية ورموز المجتمع. وشاركت جمهورية الصين في المهرجان، بصفتها ضيف شرف، وقدمت فقرات فنية وثقافية من واقع الفن والتراث والثقافة الصينية. وبدأ حفل الافتتاح، الذي دشنه الرئيس التنفيذي المكلف للشركة فهد السديري، بالسلام الملكي، ثم كلمة الشركة السعودية للكهرباء ألقاها نيابة عن الرئيس التنفيذي، حمود الغبيني نائب رئيس أول للاتصال والعلاقات العامة، وكلمة المشرف العام على المهرجان الدكتور سعد البازعي، تلا ذلك فيلم «نور»، ثم «أوبريت» بعنوان «نور الأوطان»، أعقبه فيلم سينمائي، واختتم حفل الافتتاح بتكريم سفير جمهورية الصين لدى المملكة «لي هوا شين»، وأيضاً تكريم الجهات الراعية. وجاء في كلمة راعي الحفل، التي ألقاها الغبيني: حضرتم أهلاً ووطئتم سهلاً.. وأنرتم بحضوركم البهي قلوبنا.. قبل أن تستضيء بكم جنبات المكان.. وستستزيد عقولنا وأرواحنا بقبسٍ من نور عقولكم وعطاء أرواحكم في الأيام المقبلة من مهرجان «نور» للثقافة والفنون، الذي ندشن انطلاقته اليوم بحضور كوكبة من النخب الثقافية والفنية من نجوم الصف الأول في المملكة والوطن العربي، ونسعى في «السعودية للكهرباء» لأن نضيف لبنة بناء وبقعة ضوء في تاريخ الثقافة والفنون في المملكة، وكلنا أمل أن نوفق في الإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030. وتابع: هذه الرؤية العظيمة لقيادةٍ حكيمة، ترى أن الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة، ورأت أن الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة حالياً لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه؛ لذلك قررت أنها ستدعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، وستفعّل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية؛ ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب، وستشجع المستثمرين من الداخل والخارج، وستعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وستخصص الأراضي المناسبة لإقامة المشاريع الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها، وستدعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، وستعمل على دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافّة، ولن يقتصر دور هذه المشاريع على الجانبين الثقافي والترفيهي، بل ستلعب دوراً اقتصادياً مهمّاً من خلال توفير العديد من فرص العمل. وأضاف نائب الرئيس: «لم تمض سوى أيام معدودات منذ أطلق الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة، الإستراتيجية الوطنية للثقافة، التي ترتكز على إعطاء صوت جديد للثقافة السعودية وتعزيز هويتها وحفظ إرثها الحضاري وتطوير القطاع الثقافي، بشكل يساعد المبدع على صناعة منتج ثقافي يليق بقيمة ومكانة السعودية، وفق رؤية المملكة 2030 التي رسم ملامحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الإستراتيجية التي جاءت عقب أشهرٍ قليلة منذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإنشاء وزارة الثقافة». وقال الغبيني: ها نحن في «السعودية للكهرباء» نتماهى مع هذه الرؤية العظيمة والمتقدمة، وننطلق بعد أن كنا ندعم منسوبي ومنسوبات الشركة داخلياً لتحفيز إبداعاتهم ونتاجاتهم الفكرية والأدبية والعلمية والتأليف في كافة هذه الجوانب، حتى أننا وللمرة الأولى على مستوى شركات الطاقة الكبرى في المنطقة، حظينا بشرف المشاركة للمرة الأولى في معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة، وكنا قد نظمنا في هذا المكان ملتقىً ثقافياً أيضاً، ولكن ها نحن اليوم وبمباركة حضوركم ننطلق إلى فضاء أكثر رحابةً، وأوسع انتشاراً، وأعمق تأثيراً بإذن الله؛ لدعم الحركة الثقافية والفنية في المملكة من خلال هذا المهرجان، لنسير في خطى متوازية مع كل ما يحقق رؤية المملكة 2030. كما ألقى المشرف العام على المهرجان الدكتور سعد البازعي كلمته، وجاء فيها: «هو النور إذا من حيث نتوقعه ولا نتوقعه، نور ليس كالذي عرفناه منبعثاً من الكهرباء وحدها وإنما ذلك الذي يتدفق من العقول والقلوب، من الفكر والمخيلة، نور يضيف إلى حياتنا فكراً وأدباً وفناً، إبداعاً واستنارة تضيفهما الشركة السعودية للكهرباء اضطلاعاً بمسؤوليتها واستشعاراً بواجبها تجاه مجتمع ظلت تخدمه على مدى عقود تحققت خلالها تنمية يستحيل تصورها دونما طاقة تضيء البيت وتشغل المصنع وتملأ الحياة قدرة على العمل والعطاء». وأضاف الدكتور البازعي: لا يحتاج مهرجان نور للثقافة والفنون الذي نحتفل اليوم بانطلاقته إلى الإطناب في المديح فهو يتحدث عن نفسه جهداً إنسانياً يسعى إلى الانضمام إلى جهود أخرى كثيرة تملأ اليوم سماء الوطن وأرضه ثقافة وفناً وبناء على مختلف الأصعدة. هو جهد ضمن جهود لكني أزعم أنه جهد مختلف لا من حيث الكم، وهو وافر؛ وإنما من حيث النوع؛ لا من حيث عدد الفعاليات على كثرتها، وإنما من حيث الطاقات البشرية التي ستملأ تلك الفعاليات على مدى الأيام القادمة نوراً مستمداً من عقولها ومخيلاتها وحبها للمشاركة والعطاء. وتابع المشرف العام على المهرجان: «أتحدث إليكم ولست من منسوبي الشركة لكني من تشرف بالانتماء إليها عبر العمل الثقافي الذي احتضنته الشركة في هذا المهرجان وقبله، ابتداء بعنايتها بمنسوبيها وما يقدمون من إبداع فكري وأدبي وفني ومروراً باحتضانها للملتقى الثقافي الذي ينتسب للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، فتحققت بذلك شراكة نادرة المثال بين مؤسسة ترعى الثقافة والفنون وأخرى تضيء حياة الناس بالطاقة، فكان الملتقى ليس للثقافة وإنما للجهود المتضافرة». وفي نهاية حفل الافتتاح، تجول راعي الحفل والضيوف ميدانيا للاطلاع على الأركان والمعارض والفعاليات الموجهة للجمهور.