رغم ضبط شبكات متعددة في مختلف المدن، وتحذيرات وزارتي التجارة والداخلية المتكررة مما يعرف باسم التسويق الشبكي أو الهرمي ومنع مزاولته في السعودية، إلا أن حملات الترويج له مستمرة على قدم وساق في الفنادق تحت ستار حملات دعائية لمنتجات مختلفة من أجل التضليل وذر الرماد في العيون. ومن بين هذه الأساليب ما حدث أخيرا حين تدشين علامة تجارية أمريكية جديدة تعنى بمنتجات التجميل والبشرة وأدوية التخسيس ومعالجة الشيخوخة، إذ رصدت «عكاظ» حين حضورها المناسبة، التي امتدت 5 ساعات من الثانية بعد الظهر إلى السابعة مساء، أن أغلب الحاضرين الذين اكتظت بهم صالة أحد فنادق جدة كانوا من الطبقة المتوسطة فما دون، وتنوع الحضور ما بين عوائل وشباب. ومنذ اللحظات الأولى علمت «عكاظ» من خلال محاورتها أحد ممثلي هذا المنتج (من دولة عربية) أن الدعوة لا تشمل مجرد الترويج للمنتج بهدف إطلاقه، بل يتخللها عدد من المحاضرات عن شيء آخر مغلف هو جوهر ما كانت الدعوة بسببه. واستمرت المحاضرات التعريفية بالمنتج الجديد باللغة الإنجليزية لبعض الوقت للإيحاء للحضور بأن المتحدث يمثل الشركة الأم في أمريكا. ولاحظت «عكاظ» أن مدة التعريف بالمنتج لم تتجاوز 5 دقائق، بينما جل وقت الجلسات التعريفية المختلفة تركز على كيف يمكن للشخص أن يجني آلاف الدولارات من خلال انضمامه إلى شبكة التسويق الشبكي أو الهرمي. وحاول المحاضرون إيهام الحضور أن هذا النوع من الترويج مرخص به، ويشترط لذلك تجريب المنتج قبل ترويجه، وهو ما يعني بالضرورة شراء ما لا يقل عن 200 دولار من المنتجات المتعددة كي يضيفك أحد الممثلين للشركة إلى قائمة الشبكة الترويجية من خلال كود معين يرسل إلى الهاتف المحمول. وحين مواجهة بعض ممثلي الشركة بأن هذا النشاط محظور في السعودية وفقا لتعليمات وزارتي التجارة والداخلية، تهرب المتحدث، مشيرا إلى أن المناسبة ليست لممارسة التسويق الشبكي والترويج له بل مجرد مناسبة تعريفية بالمنتج، وهو مخالف لما بدا عليه اللقاء تماما. «عكاظ» تواصلت مع وزارة التجارة والاستثمار وعرضت عليها الموضوع، إذ أكد مصدر ل«عكاظ» بأن الحملات مستمرة للتحذير من استمرار محاولات الترويج للتسويق الهرمي أو الشبكي، باعتباره نشاطاً مضللاً للمستهلك، مؤكدا أنه يقوم على التغرير بالمستهلكين عبر الإيهام بإغراءات الكسب السريع، وتم منعه في المملكة وكثير من دول العالم. وأشار المصدر إلى رصد إعلان بعض الأفراد من المواطنين والوافدين عن هذا النشاط المحظور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ودعوتهم للآخرين للانضمام والاشتراك في عضوية الشبكة، من خلال إيداع مبالغ مالية في حسابات محددة، مع الوعد بالحصول على نسبة أو عمولة من المشتركين الجدد الذين ينضمون للشبكة عن طريق العضو. ولفت إلى ضبط الوزارة العديد من الاجتماعات الخاصة بالتسويق الشبكي، ومن أبرزها اجتماع تدريبي ل12 عضوا من «QNET» بعد كمين لضبطهم في أحد المقاهي بمكة المكرمة، كما ضبطت الفرق الرقابية للوزارة مجموعة من المسوقين أثناء اجتماع في أحد فنادق الرياض برئاسة وافد، ومشاركة عدد من الشباب والفتيات الذين تمت دعوتهم من قبل الشركة للتغرير بهم وإيهامهم بمغريات الكسب السريع. وأكد المصدر مواصلة تطبيق الإجراءات النظامية ضد كل من ثبت تورطه في أي نشاط تسويقي مشبوه، داعيا عموم المستهلكين إلى الإبلاغ عن شكاواهم لمركز البلاغات في الوزارة على الرقم 1900، أو عبر تطبيق «بلاغ تجاري»، أو من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة.