يسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئاسة القمة العربية إلى الرئيس التونسي بعد غد (الأحد)، بعد نجاح كبير حققته قمة القدس التي انعقدت في مدينة الظهران في ال15 من أبريل من العام الماضي، ونجحت رئاسة المملكة للقمة الماضية في الخروج بقرارات واضحة، وانعكست حكمة ورؤية الملك سلمان في مبادرات عززت التضامن العربي والعمل المشترك. وانعقدت القمة العربية الماضية في وقت دخل الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل على خارطة القضية الفلسطينية، الأمر الذي رفضته القمة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وخرجت بموقف عربي موحد. ويبدو أن التطورات السياسية الخطيرة التي طرأت على القضية الفلسطينية خلال العام، يزيد من أهمية قمة تونس، إضافة إلى عدد من الملفات العربية الشائكة التي لا تزال تعقد المشهد السياسي. ويرى مراقبون أن المملكة قدمت دعمها الكامل لتونس لإنجاح القمة المرتقبة، كما تسعى الرياض للخروج بقرارات تعزز التضامن والعمل المشترك العربيين، في وقت لا تزال الأخطار محدقة بالأمن القومي في المنطقة. وتنظر المملكة في القمة العربية مع أشقائها العرب على أن تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط كخيار عربي إستراتيجي يضمن الاستقرار في المنطقة ويبسط الأمن. ورغم تراجع التهديدات الإرهابية في العالم العربي خلال العام الماضي، إلا أن الجهود العربية، التي تقودها الرياض، لمكافحة الإرهاب عسكرياً وفكرياً مستمرة دون هوادة، فالمملكة من أوائل الدول في العالم التي استشعرت خطر التطرف وشنت حرباً ضروساً على معاقله العسكرية والفكرية. وتأتي القمة السعودية التونسية التي تسبق القمة العربية، امتداداً لحرص القيادة السعودية في تعميق التواصل مع الزعماء العرب لضمان استقرار ونماء المنطقة، والدفع بالعمل العربي المشترك نحو آفاق أرحب. كما أن زيارة ولي العهد الأخيرة إلى تونس جاءت تأكيداً على دعم العلاقات التاريخية بين البلدين، وتعميقها على كافة الأصعدة.