أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن إخضاع مرتفعات الجولان السورية للسيادة الإسرائيلية ردود فعل عربية ودولية رافضة للقرار الذي ينتهك التوافقات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص. وكان الرئيس ترمب قد ذكر في تغريدة عبر موقع تويتر، أول من أمس، أن «الوقت قد حان للولايات المتحدة كي تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان». وأضاف: «بعد 52 عاما، حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف تماما بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ذات الأهمية الاستراتيجية والأمنية الكبرى بالنسبة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي». تقويض السلام أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني عن أسفه للتصريحات، التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دولاند ترامب بشأن مرتفعات الجولان السورية. وقال: إن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن الجولان لن تغير من الحقيقة الثابتة، التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967. وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون أن تصريحات الرئيس الأميركي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، الذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية، التي احتلتها في العام 1976م، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ردود فعل عربية كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد أكد أول من أمس، أن «التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية، والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي»، مضيفا «لا يحق لدولة، مهما كان شأنها، أن تأخذ مثل هذا الموقف»، كما أنه اعتراف، إن حصل، «لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع». وفي وقت لاحق أكدت مصر موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة، وفقا لمقررات الشرعية الدولية، كما قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن أي قرارات تتخذها الإدارة الأميركية بشأن الجولان، مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي، وستبقى حبرا على ورق.
الموقف الأوروبي أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه تصريحات الرئيس الأميركي، وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، إن «الاتحاد لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان»، كما ذكرت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر، أن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل، مضيفة أن «تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا ، إن دعوة الرئيس الأميركي على هضبة الجولان غير مسؤولة، بينما قال الكرملين، إنه لا يزال يأمل أن تظل دعوة ترمب للاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان مجرد «دعوة»، وألا تتحول لإعلان رسمي. مرتفعات الجولان تقع بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال تابعة إداريا لمحافظة القنيطرة «كليا في ما مضى وجزئيا في الوقت الحاضر» احتلها الجيش الإسرائيلي في حرب 1967 ثلثي مساحتها المساحة: 1.800 كم2 متوسط الارتفاع: 1226 مترا أعلى ارتفاع: 2.814 م «9.232 قدم»