تنظم جائزة الملك فيصل محاضرة علمية بعنوان "آليات التحكم في تطور العظام، النمو والوظائف - دروس من الدراسات الجينية"، يوم الأحد القادم ويلقيها الفائز بالجائزة هذا العام عن فرع العلوم، البروفيسور بيورن رينو أولسن. وستقام المحاضرة في جامعة الملك سعود بالرياض، وذلك في إطار الجهود التي تقوم بها الجامعة والجائزة لتشجيع البحث العلمي وتعزيز جودة الحياة في جميع أنحاء العالم. وفي ظل استمرار الاضطرابات الوراثية المرتبطة بالهيكل العظمي، والتي تشكل تحدياً كبيراً للعلوم الطبية، تم تحديد 400 شكل من أشكال النمو غير الطبيعي للخلايا العظمية حتى الآن، ومؤخراً بدأ يظهر في الأفق أملاً جديداً، إذ توصل الباحثون في مجال الطب إلى نقطة فاصلة في دورة عمل الخلية، وفك شفرة التواصل بين الخلايا، مما ساهم في فهم أفضل لتعقيدات عملية التواصل بين الخلايا والأنسجة، وفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في تشخيص وعلاج الأمراض الوراثية، وإن أحد أهم الشفرات التي توصل العلماء إلى فهمها، فيما يتعلق بالاتصال بين الخلايا، هو ما يسميه علماء الطب "الإشارة Wnt "، وهو مسار إشارات غاية في الأهمية يعمل على تحديد القرارات المتعلقة بتكوين الخلايا والأنسجة خلال المرحلة الجنينية، ويؤدي اختلال الإشارات إلى العديد من الأمراض والتشوهات، بما في ذلك التأثير على الهيكل العظمي. وقام البروفيسور بيورن رينو أولسن، وهو أحد أبرز الباحثين العالميين في مجال الطب، بسلسلة من الاكتشافات الرئيسية، التي عززت فهمنا لتطور نمو العظام، وأسباب الاضطرابات الوراثية بالهيكل العظمي، بما في ذلك متلازمات هشاشة العظام، وتقديراً لمساهماته المتميزة في مجال علم العظام، تم منح البروفيسور أولسن مؤخراً، جائزة الملك فيصل للطب لعام 2019. وفي شأن متصل يقدم البروفيسور الأمريكي البروفيسور ألن جوزيف بارد، الفائز بجائزة الملك فيصل هذا العام عن فرع العلوم، نظير أبحاثه الرائدة وإنجازاته في مجال المسح المجهري الكهروكيميائي، محاضرة علمية يستعرض خلالها أحدث التطورات في مجالات المسح والتصوير الكهروكيميائي، وذلك في جامعة الملك سعود الأحد القادم في إطار التعاون بين الجائزة والجامعة لتشجيع البحث العلمي وتعزيز جودة الحياة في جميع أنحاء العالم. وكان البروفيسور ألن جوزيف بارد، قد أحدث قبل ثلاثين عاماً تقريباً، نقلة علمية نوعية حين اكتشف تقنية جديدة لمسح وتحليل التفاعلات الكهروكيميائية على الأسطح بمقاييس مجهرية، حيث أطلق هذا الاكتشاف العنان لمزايا لا يمكن تصورها سابقاً في العديد من المجالات . واليوم، تعتبر تقنية تحليل التفاعلات الكهروكيميائية التي اكتشفها ألن جوزيف بارد في عام 1987، أحد أهم الإنجازات في مجال الفحص المجهري الكهروكيميائي، خاصة مع الاستفادة من تقنية "النانو" التي سمحت بتصوير الجزيئات متناهية الصغر، مما يفتح المجال أمام قفزات علمية ضخمة في مجالات عديدة مثل التكنولوجيا الحيوية وعلم أحياء الخلية وعلم وظائف الأعضاء وغيرها (2). وبفضل التطورات التكنولوجية الحديثة في مجالات الفحص المجهري أصبح من الممكن الآن، دراسة المادة والتحكم فيها على مستوى النانو، مما مكن العلماء من تغيير خصائص ومكونات الذرات الفردية والجزيئات، لإطلاق العديد من الاستخدامات والفوائد التي لم يكن الذهن قادراً على تخيلها في الماضي، خاصة في مجالات الكيمياء والبيولوجيا وعلم المواد.