نظمت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» في عسير، ندوة علمية بقرية المفتاحة التشكيلية، بعنوان «المفاهيمية بين الرفض والقبول»، شارك فيها الدكتور محمود جارحي من جامعة الملك فيصل، والدكتور أحمد المنتشري من جامعة الباحة، والدكتور فهد الفهيد من جامعة الملك سعود، وأدارها مدير «جسفت» في عسير الدكتور علي مرزوق. وفي البداية، تحدث الدكتور الجارحي عن مسيرة الفن من الكلاسيكية إلي المفاهيمية، والطريق للخروج من المعايير التقليدية، وظهور الاتجاه المفاهيمي الذي بدأ مع نشأة المدرسة الدادية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، والتي كانت بمثابة حركة تمرد ضد كل ما كان سائداً من أعراف وتقاليد، وأخذت تنادي بعدم المبالاة، والتخلص الكامل من كل ما هو معروف من قيم فنية، ثم الظهور الواضح للمفاهيمية في ستينيات القرن المنصرم التي أرادت لفت الانتباه نحو عالم اليوم وما يشهده من تفكك واسع النطاق في البنى الايديولوجية، لذا أعطت الأولوية للاهتمام بالمفاهيم والأفكار وتقديمها علي القيم الجمالية والرؤية البصرية. بينما تحدث الدكتور المنتشري عن المفاهيمية المعاصرة في المملكة، مبيناً سبب عدم قبولها لدى شريحة ليست بالبسيطة من المجتمع السعودي بسبب التكرار والرتابة في العروض المفاهيمية واجترار التجربة الغربية، وأن الرفض موجود حتى عند بعض المجتمعات الغربية، ثم تحدث عن إشكالية المعنى والتباسه على المتلقي والخلط بينها وبين التجهيز في الفراغ. أما الدكتور الفهيد، فتعرض للمفهوم ذاته وعلاقته بالفنون الأخرى، وأنه اتجاه يتعرض للرفض والقبول من المجتمع شأنه الاتجاهات الفنية الأخرى، وأن الفن في داخل كل إنسان بأنواع وصور مختلفة تحكمه مبادى وثقافة الانسان، وأنه نتاج مخطط معرفي بصري تراكمي يتضمن خبرات الفرد الإيجابية والسلبية، ولغة تعبيرية وسلوك ينطبق عليه ما ينطبق على سائر السلوكيات، مختتماً حديثه بأن رفض الفن وقبوله واختلاف ردات الفعل تأتي بناء على نسبة التشابه والاختلاف بين الفنان والمتلقي في المبادئ، والمخططات المعرفية، والمخزون البصري. وفي نهاية الندوة، ذكر الدكتور علي مرزوق أن الجمعية تسعى إلى تفعيل البرامج والفعاليات التشكيلية المتنوعة التي تخدم فناني المنطقة وفناناتها، مبشراً بمزيد من البرامج التشكيلية المتخصصة مستقبلاً.