يصادف تاريخ 8 مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة، حيث يأتي الاحتفال بهذا اليوم إشارة لاحترام المرأة وتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي هذا العام تحديداً، يأتي نصيب احتفال المرأة السعودية بهذا اليوم العالمي كبير، خاصة مع الإنجازات الأخيرة والقرارات المُنصفة بحقها، كما تُشير ل«عكاظ» مؤسس ورئيس وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية للمرأة السعودية بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسورة سامية العمودي، موضحة أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعراب تمكين المرأة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، شهدت المرأة السعودية نقلات تاريخية. وأضافت: «شهدنا خلال الفترة الأخيرة نقلات تاريخية لم نحلم بها في واقع المرأة السعودية، فقد جاءت بأكثر مما تمنينا وفي وقت قياسي لم تعهده الأمم قبلنا، فقد أصبحت المرأة السعودية وزيرة وسفيرة ونائبة وزارة واحتلت مناصب قيادية، ورأيناها تقود سيارتها وتملك حرية الحركة والتنقل، ورأينا المرأة في الوعي المجتمعي الذي رفع الصوت داعماً ومتغيراً في نظرته تجاهها، وفي الجانب الصحي وجدنا الوعي الحقوقي ينتشر تحقيقاً للقرار السامي رقم 33322 والصادر في رجب لعام 1438ه، والذي ينص على تمكين المرأة والتوجيه لهيئة حقوق الإنسان بنشر الثقافة الحقوقية، وتمكين المرأة من الخدمات دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، وقمنا بإنشاء أول وحدة في المنطقة العربية عام 2016 بمسمى (وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية للمرأة السعودية) في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز)، وهذا مهم لنا في صحة المرأة، حيث أصبحت المرأة أكثر وعياً بحقوقها الصحية وحقها في اتخاذ القرار في أمورها الصحية والجراحية، مثل حق الموافقة على القيصريات، وهكذا تحقق لنا إنجازات ومنجزات لم نعهدها يوماً، والقادم تلوح تباشيره لتكتمل منظومة المنجزات في هذا الوطن الغالي، واليوم يحق لنا أن نفخر بما حققناه على جميع الأصعدة، في ظل دولة داعمة ومؤمنة بالمرأة شريكاً كاملاً في التنمية وفي بناء وطن هو أجمل الأوطان». من جانبها، باركت الدكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم من خلال «عكاظ»، للمرأة السعودية في يوم المرأة العالمي، قائلة: «نُبارك لكل امرأة في العالم وبالخصوص المرأة السعودية يومها في الثامن من شهر مارس الذي خصصته الأممالمتحدة للاحتفاء بالمرأة في العالم والتذكير بحقوقها». وكان شعار هذه السنة لليوم العالمي «فكروا بالمساواة، وبناء الذكاء، وابتكار من أجل التغيير»، ويُركز موضوع الاحتفال هذا العام على طرق ابتكارية تُمكِّن من النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لا سيما في مجالات نظم الحماية الاجتماعية، وإمكانية الحصول على الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة، والتي اهتمت بها الرؤية الوطنية في المملكة 2030 توافقاً مع الشريعة الإسلامية الغراء. وبحسب الاتفاقيات التي وقعتها المملكة مع الأممالمتحدة، ومن ضمنها اتفاقية سيداو في 7 سبتمبر عام 2000م، وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة التي ينص هدفها الخامس على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، لضمان حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم. وأضافت: «شهدنا قرارات حاسمة لجدالات في ما يختص بالمرأة، منها تمكينها العلمي والصحي والمهني، والتنقل في الداخل والسكن بدون اشتراط موافقة ولي الأمر، وكذلك مراجعة جميع التشريعات والإجراءات التي تختص بها، ومن ضمنها ما يختص بالحضانة والنفقة، ولائحة المهنية في وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل، وكذلك القرارات الأخرى التي منها قرار مكافحة التحرش، والسماح لها بقيادة السيارة، وآخرها وليس أخيرها تعيين أول سفيرة في السعودية بمرتبة وزير». أشارت الدكتورة سارة فايز الثاري المتخصصة في مجال الوراثة، والسائرة على نهج والدتها العالمة الدكتورة خولة الكريع، أشارت من خلال حديثها ل«عكاظ» إلى أهمية القرارات العليا فيما يخص تمكين المرأة السعودية، وقالت: «يأتي يوم المرأة كل عام ليسلط الضوء على المرأة ومشاركتها في تنمية مجتمعها في المجالات المختلفة، ولكن المرأة السعودية تحتفل هذا العام بإشراق وشموخ مختلف، كيف وقد احتفلنا منذ فترة وجيزة بثقة القيادة في قدرة المرأة السعودية على تولي أصعب المهام، وتعيين أول امرأة سعودية كسفيرة للمملكة في واشنطن برتبة وزير، إن تعيين الأميرة ريما بنت بندر ما هو إلا نتاج ما استطاعت المرأة السعودية إثباته من خلال مشاركتها الفعالة في جميع المسؤوليات التي أُنيطت بها، فرأينا تميز مشاركتها في مجلس الشورى، ورفيع أداءها في المناصب القيادية في الوزارات المختلفة وأسواق المال، ورأينا كيف استطاعت أن ترفع اسم وطنها عاليا في المحافل الدولية العلمية والسياسية والثقافية والرياضية، فالتسارع الذي نراه في تمكين المرأة السعودية لم يكن وليد اللحظة، وإنما هو نتاج استمراريتها في السعي للحصول على حقوقها بطريقة راقية، مُحافظة على أُطر وقيم مجتمعها الرصينة، واستطاعت المرأة السعودية وهي متسلحه بالتعليم العالي والخلق الرفيع أن تقول للعالم إنها قادرة، ليس فقط على المشاركة، وإنما على الإبداع». من جانبها، أشادت رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» الدكتورة منال الرويشد، برمزية يوم المرأة العالمي للمرأة السعودية، مؤكدة ل«عكاظ» أن المرأة هي الرمز الأهم في المجتمع، فهي الأم والأبنة والأخت والزوجة، هي الموظفة في مختلف المهن، ورائدة الأعمال وسيدة المجتمع، ونموذج مشرف من العطاء بحب وإخلاص وتفانٍ، وأثبتت حضورها في كل مجالات الوطن بجدية وإصرار، ولها أدوار متعددة في الرعاية والتعليم والتربية والمساهمات الفاعلة.