اليوم يا خالي تذكرت تفاصيل وداعك المؤلم، وجهك الذي كان يشع منه النور، لا أنسى ابتسامتك يوم رحيلك، فتلك الابتسامة جعلتني أشعر بسعادتك وأنت متشوق للقاء ربك ولرؤية والديك وأحبابك، تلك الابتسامة هي الشيء الوحيد الذي جعلني أتيقن أنك في راحة تامة بين يدي الرحيم.. إلى خالي وحبيبي.. إليك يا أبي، أيها النقي ذو القلب الكبير، ذو اليد الدافئة الكريمة.. احتضنتنا جميعا، فاحتضن وحشته يا رب. كان يساعد الكبير والصغير، القريب والبعيد والمحتاج، يقدم المساعدة ويعطي بكرم وبسخاء دون انتظار المقابل. ألم يقل رسولنا الكريم «تبسمك في وجه أخيك صدقة»؟ فإن عبدك بكر يا رب لا يرضى أن ينام أحد دون ابتسامة، فيا الله.. مثلما كان يُدخِل الفرح في قلوبنا ويرسم الابتسامة في وجوهنا.. اجعله مبتسما مرتاح البال دائماً. كان رجلاً اجتمعت فيه كل الصفات الحسنة، فلن أوفيه حقه في الكتابة، كان يبحث عن سعادة الناس حوله، فلا أذكر أن الجلسة معه تخلو من الطرافة، شكراً لأنك كنت خير أخ لإخوتك، وخير شريك لزوجتك، ومعلماً صادقاً لطلبتك، شكراً لأنك كنت خير أب لأبنائك، وأبناء إخوتك، وأحفادك. أفزعنا رحيلك يا غالي.. إلى من يقولون إن الحياة ستمضي وسيخف ذلك الحزن وألم الفقد، أريدكم أن تعلموا أن رحيل البعض لا يجبره الزمان.. فما زالت زوجتك تنتظر عودتك، وما زال إخوتك ينتظرون عودتك، وكذلك أبناؤك، نحن لا نعترض على قضاء الله وقدره.. ولكن اشتقنا إليك أيها النقي. نحن نشعر بروحك بيننا، نشعر بها حولنا، نعلم أن بالك باق معنا، وأنك للآن تحمل همنا، ولكننا بخير.. فابتسامتك يوم رحيلك كانت بمثابة رسالة من ربنا أنك بخير هناك. فيا رب.. ارحم عبدك بكر جفري، واجعل قبره بعد فراق الدنيا أجمل مسكن تغفو به عيناه. خالي بكر.. لقد رحلت عن دنيانا ولكنك لم ترحل من قلوبنا.