عند خروجك من مدينة جدة متوجهاً إلى مكة أو العكس، لا بد أن تمر بمحافظة بحرة، التي نراها الآن خارج الذاكرة، رغم ما تحتضنه من معالم تاريخية وأثرية، فقد كانت بحرة قديماً محطة للحجاج، بسبب موقعها بين مكةوجدة، وتعتبر أول بلدة يمر من وسطها طريق معبد في المملكة، وهو الطريق القديم الواصل بين مكةوجدة، وبها وقع الرسول صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية وأسس بها مسجد الحديبية، ووقع بها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الاتفاقية السعودية البريطانية، لذلك تعد من أقدم المدن السعودية الموجودة منذ العصر الجاهلي، فقد كانت تشهد إقامة سوق «ذو مجنة» قبل سوق عكاظ، وتتمتع بحرة بالآثار النادرة والمهملة مثل مسجد الحديبية، وموقعها إستراتيجي بين جدةومكة، ورغم أن المحافظتين الليث والجموم المجاورتين لها شهدتا التطوير، إلا أن عجلة التنمية توقفت في بحرة، وباتت تعاني من نقص حاد في المشاريع التنموية الأساسية والخدمات، وأصبح السكان يعانون من عدم وجود أبسط الخدمات أو فروع لبعض المصالح الحكومية ولسكانها أن يختاروا الذهاب إلى مكة أو جدة. وبما أن محافظة بحرة تضم مجموعة من القطاعات المهمة، أصبح سكانها والعاملون فيها يتساءلون: أين دور واهتمام القطاعات الخدمية من محافظتهم كونها جزء من حياتهم؟ فهذه المحافظة لم تكتفِ بمعاناتها من نقص في الخدمات فحسب، بل شهدت تعديات من قبل البعض الذين استولوا على قطع من أراضيها وتم بيعها من قبل أشخاص لا يملكونها، فأين الجهات المسؤولة من هؤلاء؟ وهل تمت محاسبتهم؟ ودعونا نسأل: أين تطوير بحرة كسائر المحافظات مثل الجموم والليث؟ خصوصاً أنها تحظى بموقع إستراتيجي لم تستفد منه، نحن بحاجة إلى من يسلط الضوء على احتياجات هذه المحافظة من خدمات ومشاريع، لذلك هي بحاجة لزيارة المسؤول لتلمس احتياجاتها، وإنشاء فروع للمصالح الحكومية وإتاحة الفرصة للمستثمرين لإنشاء الأسواق والمراكزالتجارية وإعادة تخطيط الطرق ورصفها والاهتمام بإنشاء مخططات داخلها، وبالمختصر محافظة بحرة تحتاج إلى تطوير شامل في كافة الخدمات.