لا يوجد وزارة ترتبط بالكتاب والمثقفين كما هي وزارة الإعلام ووزارة الثقافة، فبينما تحظى وزارة الثقافة بالرجاء ترتبط وزارة الإعلام بالخوف، ولذلك فإن وزارة الإعلام ممثلة في وزيرها الجديد عليها دور تذليل العقبات وإذابة الجليد مع الكتاب والمثقفين، ورغم أنه ليس كل كاتب مثقفا وليس كل مثقف كاتبا ولكن كما قيل هما مصطلحان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا ! الكل ينظر إلى الوزير الجديد بطموح منقطع النظير كونه ابن الصنعة كما يقال في الدارجة، ولكن الكل يعلم أن معالي الوزير هو ابن الوسائل الإعلامية المتلفزة ولذلك فالكل يخشى أن يركز على الجانب المرئي من الإعلام وينشغل عن المقروء. في ظل الأزمات الأخيرة التي واجهتها السعودية كان الكتاب هم السد المنيع وكانوا يفندون ويفصلون ويردون، وكل ذلك بجهود فردية، في ظل غياب المعلومة الرسمية وبعدهم عن صانع القرار، وهذا الابتعاد له بعدان، الأول نفور الكاتب من الاقتراب من المسؤول، والثاني نفور المسؤول من الكاتب فكما أقول لأصدقائي الكتاب، نحن مجموعة عقد من يرغب في الاقتراب منا ! إننا نطمح أن نرى اقترابا من المسؤول لا يشوبه مساس بالاستقلالية للكاتب، كما نتمنى أن يكون الاقتراب واعيا من الكتاب حيث يطمئن المسؤول أن الاقتراب ليس محرقا. إن هذه الشعرة الرقيقة تحتاج إلى وعي كافٍ من معالي الوزير وهذا ما هو معروفٌ عنه، ومن الكتاب والمثقفين الذين لا ينقصهم الوعي بحساسية المرحلة ودورهم فيها.