اختطت مجلة مدارات ونقوش الشهرية، لنفسها مساراً خاصاً تميزت فيه بمناقشة موضوعات في مجالات الثقافة والأدب والتراث والتاريخ وقدمت في مسيرتها القصيرة حتى الآن كمًّا كبيراً من المعرفة المتميزة، وتناولت في أعدادها الأحد عشر التي صدرت حتى الآن موضوعات عدة؛ في الشأن الثقافي التاريخي والأدبي السعودي خصوصاً والخليجي والعربي عموماً، إيماناً من القائمين على المجلة بضرورة التصدي لمهمة المشاركة في تثقيف المجتمع الخليجي والعربي في مجالات تزخر بالقيمة الثقافية والإرث الحضاري، وللسعودية نصيب الأسد فيها حيث تضمن العدد الثالث مقالاً بعنوان «مركز الملك عبدالعزيز التاريخي رحلة في ذاكرة السنين». كما تضمن العدد الرابع ملفاً زاخراً يتحدث عن الإعلام والأدب السعودي، أما العدد الخامس كانت شخصية العدد فيه الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وازدان الغلاف بصورته وتم بسط الحديث في الملف المعنون له ب«سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز - الملك المخلص والقطب الفذ في مدرسة آل سعود السياسية»، كما اختارت المجلة في عددها السادس مقالاً حول موضوع ذي صلة بالسعودية عنونت له ب«مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذي يعكس عبق التاريخ وتراث الإنسان»، ألقى الضوء على المركز وما يقدمه من خدمات جليلة لمختلف الباحثين، وركز العدد السابع على موضوع الحج، الذي تزامن مع موعد صدوره حيث تناولت الكلمة الرئيسية للعدد موضوع كسوة الكعبة بعنوان «احتفاء الخلفاء وعنوان الولاء»، وفي زاوية الرحلات كان الحديث حول توثيق السويدي لرحلة ابن عتيبة إلى مكة، كما خصص العدد تحقيقه حول موضوع متصل بالحج عنوانه «رحلات الحج الإماراتية القديمة شهادات تستذكر قوافل الأبرار»، أما المقال الرئيس فكان بعنوان: الحج في الواقع الرقمي، وفي العدد الحادي عشر اختيرت شخصية الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله لتكون شخصية العدد حيث ظهرت صورته على الغلاف وفي ثناياه تم تناول سيرته بعنوان «الملك فهد ملك المهمات الصعبة» واستعرض الملف جوانب مشرقة من سيرة الملك فهد الفذة في أسلوب عرض أدبي متميز. وتسعى مجلة مدارات ونقوش لتكون إضافة مختلفة للمكتبة العربية من خلال تركيز المجلة الدائم على الشأن الثقافي عامة والإماراتي خاصة وذلك في مختلف الملفات، حيث تناولت بالعرض والتحليل فصولاً من سير الشيوخ والمؤرخين والمواقع التاريخية في الإمارات، وكانت سيرة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاضرة بكثرة في معظم أعداد المجلة ولا غرابة في ذلك، فهي تهدف إلى إبراز ومناقشة الكثير من الملفات الثقافية والتاريخية والتراثية والأدبية الإماراتية والخليجية والعربية، ويشرف على إدارتها رئيس تحرير المجلة الباحث والمؤرخ جمال بن حويرب الذي تمكن باقتدار من وضع المجلة على مائدة القراء بثوب قشيب وأسلوب شيق وإخراج مميز.