يبدو أن أمانة محافظة جدة دخلت مربع «اليأس» من مشكلات البنى التحتية في حي التيسير (شرق مدينة جدة). فرغم أن الحي الواقع بين تقاطعي طريق الملك عبدالله وطريق فلسطين مع الطريق السريع لم يكمل عامه الرابع، إلا أن المتحدث باسم «أمانة جدة» محمد البقمي أقر برجوع مشكلات المستنقعات ومياه المجاري الطافحة من جديد بعد «عمليات سحب المياه ورش المنطقة عشرات المرات!». ورمى البقمي، في حديثه إلى «عكاظ»، كرة «الحل الجذري» لمشكلات البنى التحتية لحي التيسر إلى ملعب «شركة المياه الوطنية»، مضيفاً: «المشكلة بحاجة إلى حل جذري، وليس مؤقتاً كسحب المياه ورش المنطقة وما جاورها، اسألوا شركة المياه عن الحل». وترجمة لتحذيرات المختصين من انعكسات تجمعات المستنقعات والمياه الجوفية وانتشار البعوض على سلامة سكان الحي، يعزو أبو يحيى عسيري، أحد سكان الحي، إصابته ب«الدرن» إلى الحشرات والتلوث في المستنقعات بالقرب من منزله. ويوضح عسيري، الذي يعاني من مرض في القلب، أنه قبل أشهر عدة عانى من بعض الأعراض، والآلام في الصدر، وتوجه لأحد المستشفيات الحكومية التي شخصت مرضه بعد أخذ عينات وتحليلها بالدرن الرئوي، مضيفاً «تم إعادة الاختبار مرة أخرى، وعمل منظار رئوي، ومازلت في انتظار النتيجة، كما تم البدء في علاج التجويفات الرئوية». ويشتكي أبو تالة، من سكان الحي، من الانعكاسات التي يصفها ب«الخطيرة» لحالة الحي المتردية، ويشير إلى إصابته بحمى الضنك خلال عيد الفطر الماضي. ولم يتأخر أبو تالة في اتهام التجمعات المائية المتواجدة بجانب منزله، مضيفاً أن حالته لا تعتبر الوحيدة، إذ يوجد عدد من الأشخاص الذين أصابتهم حمى الضنك بسبب تجمعات المياه في الحي. .. و«المياه» تتنصل: لم تسند إلينا أي مشاريع في الحي تنصلت شركة المياه الوطنية من مسؤولية ارتفاع منسوب المياه في حي التيسير (شرق جدة)، وأكدت على لسان المتحدث باسمها خالد مقبول أن «التيسير» ليس من الأحياء التي أسندت لشركة المياه لتنفيذ مشاريع منسوب المياه السطحية. وقال مقبول ل«عكاظ» إن الشركة تعمل جاهدة على خدمة عملائها والأخذ بملاحظاتهم وذلك سعياً منها لتحسين ورفع مستوى الخدمة المقدمة لهم، مضيفاً «ترحب شركة المياه الوطنية بأي رأي أو استفسار يخدم الوطن والمواطن، ويحقق المصلحة العامة».