بدت آثار قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية توطين المهن في منافذ بيع خمسة أنشطة، شملت «محلات الأجهزة والمعدات الطبية، ومواد الإعمار والبناء، وقطع غيار السيارات، والسجاد بكافة أنواعه، وبيع الحلويات»، واضحة أمس (الإثنين)، إذ اضطرت الكثير من المحلات لإغلاق أبوابها؛ الأمر الذي يكشف مستوى التستر التجاري في تلك القطاعات، ويفتح المجال أمام فرص استثمارية للشباب السعودي في مثل هذه النوعية من الأنشطة الاقتصادية. وبحسب متخصصين أكدوا ل«عكاظ» فإن شركات عدة بدأت في تقديم إغراءات للشباب السعودي للانخراط في العمل لديها، لافتين إلى أن منافذ البيع تمثل واجهة الوطن مما يستدعي توطينها منذ فترة طويلة. وقال هاني قصقوص «صاحب محل حلويات» ل«عكاظ» إن منافذ البيع لديه يعمل بها سعوديون منذ فترة طويلة، ووزارة العمل تنفذ جولات تفتيشية مفاجئة للتأكد من سلامة الوثائق لدى العمالة، كما تقوم الوزارة بمطابقة رخص العمل والإقامة مع اسم المؤسسة؛ للتأكد من عدم وجود عمالة مخالفة. وذكر سعد الدوسري (صاحب محل قطع غيار) ل«عكاظ» أن العمل على سعودة محله بدأ منذ عام تقريبا، وأن التحرك لإحلال الكوادر الوطنية جاء بقرار ذاتي، إذ إن نسبة السعودة لديه تبلغ حوالى 50% من إجمالي العمالة، ويصل عدد الشباب السعودي من الجنسين إلى 13 شخصا، بمتوسط رواتب لا تقل عن 4 آلاف ريال شهريا. ولفتت ميثة العامري (مشرفة مبيعات) إلى أنها بدأت العمل في ممارسة بيع قطع الغيار منذ 10 أشهر تقريبا، وأن الموظفات دخلن دورات على رأس العمل لمدة 3 أشهر وبعدها بدأن العمل في ممارسة بيع قطع الغيار. وأشار ممدوح المطيري (موظف) إلى أن أكثر من 50% من محلات المعدات الطبية أغلقت أبوابها أمس (الإثنين). وأفاد بأن التزام المحلات بالسعودة قبل قرار التوطين كان لا يتجاوز 50% تقريبا، إذ تسيطر العمالة الوافدة على غالبية المحلات. من جهته، أوضح رئيس لجنة الموارد السابق بغرفة تجارة وصناعة الشرقية صالح الحميدان ل«عكاظ» أن جميع مهن المبيعات يفترض توطينها منذ فترة طويلة؛ نظرا إلى كونها من المهن التي لا تتطلب مهارات تدريبية عالية، مثل التدريب باستثناء توافر المواصفات الشخصية. وذكر أن منافذ البيع تمثل الواجهة للوطن مما يستدعي توطينها، منوها بأن العديد من الشركات بدأت في إغراء بعض الشباب للانخراط في العمل من خلال تقديم المزيد من المغريات. من جهته، أضاف رئيس المجلس التنفيذي لمجلس شباب الأعمال بغرفة تجارة وصناعة الشرقية عبد الله البريكان ل«عكاظ»: «بدء تطبيق توطين بعض القطاعات اعتبارا من أمس (الإثنين)، يسهم في خلق المزيد من الوظائف للشباب السعودي، وذلك على غرار تجربة توطين قطاع الجوالات التي تحفز على السير قدما في توطين العديد من القطاعات المحتكرة من العمالة الوافدة». .. والباحة تراقب «الحملة» وقف وكيل إمارة منطقة الباحة للشؤون التنموية صالح محمد القلطي أمس (الإثنين) على انطلاق حملة التوطين في منافذ البيع بخمسة أنشطة «الحلويات، وقطع غيار السيارات، ومحلات الأجهزة الطبية، ومواد البناء الإعمار، والسجاد بكافة أنواعه»، يرافقه مدير عام فرع وزارة التنمية الاجتماعية والعمل شايق محمد شايق، ومساعده إبراهيم زلفان، وعدد من المراقبين. والتقى القلطي عدداً من الشباب السعودي العاملين في تلك المحلات، واستمع إلى مطالبهم واقتراحاتهم، ووعد بتذليلها مع أصحاب المؤسسات والشركات، وذلك بمتابعة من مكتب العمل بالباحة.