أقل من عام فصل بين وضع أمير المنطقة الشرقية حجر أساس مشروع تطوير «وسط العوامية» وظهور ملامحه الأولية التي عكست الحراك التنموي الكبير الذي شهده الحي التاريخي الممتد على مساحة 180 ألف متر مربع، والذي يعود عمره لأكثر من 100 عام. وأضحى الحي التاريخي واجهة حضارية مستوحاة من التاريخ الغني والثقافة التراثية المعمارية التي تتميز بها محافظة القطيف، بعد أن نجحت السلطات الأمنية في تطهيره من الإرهابيين الذين استغلوا عشوائية الحي. وقال أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، أمس الأول (الجمعة)، إن وتيرة العمل بدأت بعد وضع حجر الأساس مباشرة بعمليات الحفر لتطوير وسط العوامية، مشيرا إلى أن المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية. وبين أن الحي مكون من عناصر متعددة، في مقدمتها المركز الثقافي بمساحة 5323 مترا مربعا، الذي يعتبر قلب المشروع، ويتكون من 3 مبان تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسية، ويتضمن المركز مكتبة وقاعة مؤتمرات ومعارض، وكذلك الأبراج التراثية التي تعتبر من أبرز المعالم في المشروع، وهي 5 أبراج بمساحة 866 مترا مربعا، صممت لتكون مرجعا بصريا يرشد الزائرين بوجهتهم، وتحاكي التاريخ المعماري للمنطقة، وتتميز هذه الأبراج بجدرانها الطينية السميكة ذات النوافذ الضيقة. وأضاف: «يحتوي الحي على المبنى التراثي بمساحة 1200 متر مربع، وصمم بالهوية المعمارية، وتميزه جدران سميكة ونوافذ صغيرة ضيقة، يحيط بالفناء ممر مظلل بالعوارض الخشبية، إلى جانب السوق الشعبية التي تقدر بمساحة إجمالية 4327 مترا مربعا، تتكون من 7 مبان متفاوتة الأحجام، وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين أعدت للاستثمار، ويضم بعضها شرفات مفتوحة لاستخدامها كمقاهٍ أو استراحات للزائرين أو لعرض البضائع، إضافة إلى المسطحات الخضراء، إذ يحتوي المشروع على نحو 94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات، منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة، لتجمع بين أشجار النخيل والشجيرات الملونة بعدد 200 شجرة نخيل و500 شجرة ملونة، تحوي بين طياتها أماكن للأنشطة الترفيهية وملاعب الأطفال في الهواء الطلق». من جهته، اعتبر عضو مجلس الشورى المهندس نبيه عبدالمحسن البراهيم، الذي نجا من محاولات اعتداء عدة من قبل الإرهابيين نتيجة عمله على المشروع، وتيرة العمل المتسارعة في المشروع «تأكيدا على أن التضحيات والجهود لم تضع سدى»، لافتا إلى أن الأهداف المرجوة من حي وسط العوامية كبيرة بعد أن نجح «أبطال الأمن» في تطهيرها مما طرأ عليها من استغلال العصابات والإرهابيين لحالة الحي العشوائي. وقال البراهيم ل«عكاظ» إن الحي تحول من «منطقة مهترئة» إلى منطقة متطورة ذات جذب سياحي واستثماري، لافتا إلى أن ذلك سيكون له أكبر الأثر في النمو والارتقاء على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مستوى المنطقة الشرقية، خصوصا محافظة القطيف والعوامية وأهلها. ولفت البراهيم إلى الآثار الإيجابية للمشروع التي ستنعكس على المستوى المعيشي للسكان، مضيفا: «آثار إيجابية عظيمة بما يتضمنه المشروع من عناصر مميزة ومهمة في تنشيط السياحة في المحافظة وخلق مناشط تجارية واستثمارية ستولد عددا لا بأس به من الوظائف والأعمال للمواطنين والمواطنات من أهالي محافظة القطيف، وسيكون لأبناء وبنات العوامية النصيب الأوفر». وأبدى البراهيم تطلعه ب«الدور الذي نتوخاه في المركزين الثقافي والاجتماعي في بث الوعي الوطني والمجتمعي ليكون المواطن والمجتمع هو السد المنيع أمام أي اختراق يستهدف أمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية».