في تحدٍ جديد للسلطات الفرنسية، عاد محتجو «السترات الصفراء» مجددا إلى الشوارع في السبت الثامن لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام، ووصف تحركهم ب«العصيان»،، بينما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواصلة تنفيذ المزيد من الإصلاحات. ووقعت صدامات بعد ظهر أمس (السبت) في باريس بين محتجين وعناصر من قوى الأمن. وبدأت الاحتجاجات سلمية، قبل أن يلقي متظاهرون كانوا على أرصفة نهر السين قرب مقر البلدية مقذوفات على القوى الأمنية التي ردّت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وأدت الصدامات الى تباطؤ تقدم المتظاهرين الذين كانوا يتجهون نحو مقر الجمعية الوطنية في العاصمة، إلا أن عددا من المتظاهرين واصلوا تقدمهم، فقطعوا نهر السين في اتجاه حي سان ميشال واتجهوا نحو البرلمان.وفي أول تعبئة لعام 2019، تظاهر المحتجون في باريس ومقاطعات أخرى، غير آبهين بالتنازلات التي قدمتها الحكومة والنقاش الوطني الذي يبدأ في منتصف يناير لبحث المطالب.ورصد شهود عيان نحو 15 شاحنة لقوات الأمن الفرنسية تتمركز في أسفل جادة الشانزليزيه، وعلى مقربة من قوس النصر، في حين بدأ المحتجون في التوافد، وانتشر نحو 3600 عنصر من قوات الأمن أمس لمواجهة التحركات، يضاف إليهم عناصر تابعة لشركات أمنية، وعناصر من لواء مكافحة الجريمة التابع للشرطة الوطنية. وحذرت لجنة «فرنسا الغاضبة» الممثلة للمحتجين في رسالة مفتوحة إلى الرئيس تم بثّها مساء الخميس بأن «الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصلت أنت وأمثالك اعتبار عامّة الشعب مجرّد بائسين ومتسولين وعديمي القيمة». وإزاء هذا التصميم على مواصلة المظاهرات، ازدادت لهجة الحكومة حدة. وقال المتحدث باسمها بنجامين غريفو أمس الأول إن هذه الحركة «أصبحت، بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون ناشطين، عملا يقوم به مثيرو شغب يريدون العصيان والإطاحة بالحكومة».