استمرت القرارات والأحداث الاستثنائية من ملاحقة يوميات السعوديين طيلة 2018، بعد أن شهدت المملكة عام 2017 حزمة قرارات إصلاحية كبيرة، مهدت لها الحكومة في العام الذي سبقه عبر إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030. وبدا 2018 «عاماً أخضر» بامتياز، واستمرت البلاد في خوض غمار التحدي والطموح، واستمرت الحكومة في إصلاحاتها التي لم تقف على مجابهة «البيروقراطية المعطلة» في الدوائر الحكومية، بل امتدت لمتابعة الأداء الحكومي وفق مؤشر قياس يعطي نتائج دورية لأداء الوزراء والمسؤولين والقطاعات الحكومية. وارتفع منسوب الشفافية بشكل كبير، حتى أن وزارة المالية خصصت كتيبا يتناول الميزانية السعودية للمواطن بتفاصيلها الدقيقة. وضيقت الإصلاحات الحكومية على أشكال الفساد والتستر التجاري والبطالة المقنعة إلى حد ملحوظ. ومع دخول المملكة عام 2018، دخلت ضريبة القيمة المضافة حيز التنفيذ، ما ساهم بدفعة معنوية في خارطة الاقتصاد المحلي، وفتحت نافذة جديدة لإمداد الناتج المحلي، بعد تطبيق الضريبة الانتقائية على السلع ذات الأضرار على الصحة العامة أو البيئة، مثل (المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتبغ ومشتقاته). نائبة لوزير العمل وفي ال24 من فبراير، صدر أمر ملكي عينت بموجبه تماضر الرماح نائبة لوزير العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الوزارة. اكتشاف عمره 90 ألف عام ويبدو أن شهر أبريل أعطى انطباعاً إيجابياً للسعوديين، إذ أعلن فريق علمي متخصص في يومه ال10 اكتشافه لحفرية إصبع تعود إلى نحو 90 ألف عام في صحراء النفود بالمملكة. وأتاح الاكتشاف الجديد للعلماء «فهما جديدا لخروج الجنس البشري من أفريقيا لاستعمار العالم»، بحسب وصف وكالة «رويترز». قمة الظهران.. انتصار ل«القدس» فيما احتضنت مدينة الظهران القمة العربية التي جاءت بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتسمية القدس عاصمة إسرائيلية وإفصاحه عن نية واشنطن نقل سفارتها إلى العاصمة المقدسة، ما دفع خادم الحرمين الشريفين والقادة العرب بإعطاء رد سريع وحاسم في قمة أطلق عليها الملك سلمان «قمة القدس» انتصاراً لحق الشعب الفلسطيني في عاصمتهم التاريخية والمقدسة. عودة السينما وأكبر مدينة ترفيهية في العالم وبعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة عقود، عادت السينما إلى صالات العرض في المملكة، وافتتحت أول قاعة سينما في مركز الملك عبدالله المالي، في العاصمة السعودية الرياض في ال18 من أبريل. وفي ال28 من أبريل، كان السعوديون على موعد مع أحد مشاريعهم الضخمة (Megaprojects)، إذ وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس لمشروع القدية، وهو مشروع يقع على 334 كلم2، كأكبر مدينة ترفيهية في العالم، حيث تتجاوز مساحة ديزني بضعفين ونصف. ويعمل السعوديون على صناعة وجهة ترفيهية واجتماعية نوعية في جنوبي غرب الرياض. وزير للثقافة فيما صدر أمر ملكي بفصل الثقافة عن وزارة الإعلام، عين الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود كأول وزير لوزارة الثقافة في الثاني من يونيو، ما اعتبره مثقفون وفنانون خطوة جوهرية في مسيرة الثقافة السعودية. المرأة تقود السيارة فيما عقارب الساعة تشير إلى دخول ال24 من يونيو الماضي، دخل الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة حيز التنفيذ، وقادت المرأة السيارة في السعودية بشكل نظامي للمرة الأولى، وطوى السعوديون صفحة «عقود الحظر». وسبق ساعة الصفر لسريان القرار حصول عدد من النساء على رخص قيادة في مدارس محلية، وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي رصدهم 120 ألف متقدمة على رخص القيادة. طرد السفير الكندي وتجميد الاستثمارات وفي السادس من أغسطس الماضي، استدعت السعودية سفيرها في كندا للتشاور، واعتبرت السفير الكندي في الرياض «شخصاً غير مرغوب فيه»، ومنحته 24 ساعة لمغادرة البلاد، كما جمدت كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا، على خلفية ما صدر من وزيرة الخارجية الكندية وسفيرها في الرياض من تدخل في شؤون المملكة الداخلية، ما اعتبرته الرياض «تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية، وتجاوزاً كبيراً وغير مقبول على أنظمة المملكة، وعلى السلطة القضائية، وإخلالاً بمبدأ السيادة». ثالث «الحوريات السعودية» في البحر الأحمر وفي ال26 من سبتمبر، أعلن صندوق الاستثمارات العامة إطلاق قبلة السياحة السعودية الفارهة في محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، وبدا أن مؤشر بوصلة السياحة في السنوات القادمة سينجذب صوب الغرب السعودي، وتحديداً في البحر الأحمر، الذي يحتضن حتى الآن 3 مشاريع ضخمة (نيوم، البحر الأحمر، أمالا)، ستكون موئل مستقبل الصناعة السياحية السعودية في السنوات القادمة. ويؤسس مشروع «أمالا»، الذي سيوفر 22400 فرصة عمل دائمة وسيحتضن وسيرعى 400 سعودي من أصحاب المواهب سنوياً، لوجهة سياحية فائقة الفخامة على الساحل الشمالي الغربي للسعودية متخصصة في النقاهة والصحة والعلاج. «حادثة خاشقجي».. والشفافية السعودية في الثاني من أكتوبر، صدمت حادثة مقتل المواطن جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده على عناصر غير منضبطة من الاستخبارات في إسطنبول، السعوديين على كافة المستويات، وبعد أن حققت النيابة العامة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الحادثة، أعلنت المملكة نتائج التحقيقات الأولية ودعمته بنتائج أخرى توصلت إليها الجهات التحقيقة، وأحالت المتهمين إلى القضاء مع مطالبة النائب العام بإعدام 5 منهم، كما أطاحت الحادثة بمسؤولين وضباط في الاستخبارات وغيرها (من بينهم نائب رئيس الاستخبارات). ونجحت الشفافية السعودية وحرص القيادة على العدالة، في كبح جماح حملة إعلامية وسياسية مسعورة وغير مسبوقة على المملكة، وسقطت أماني مستثمري الحادثة لضرب سمعة المملكة ومحاولة الإضرار بها. مبادرة مستقبل الاستثمار وفي ال23 من أكتوبر، ومع ارتفاع وتيرة الحملة الإعلامية والسياسية المعسورة التي تستهدف المملكة، وتزايد الشكوك حول قدرة الرياض على عقد مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي حضر العام بسبق دفع مراقبين إلى وصفه ب«دافوس الصحراء»، نجحت الرياض في إقامة مؤتمرها في وقته، مع حضور دولي اقتصادي وسياسي لافت، ولم تنجح بعض المقاطعات «ذات الطابع الانتهازي والسياسي» من التأثير على زخم المؤتمر الكبير. وأعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مشروعه الكبير ل«شرق أوسط أكثر ازدهاراً ونماءً»، لمنطقة بالعمل الجاد ستكون أوروبا الجديدة، مؤكداً استمرار حربه على التطرف والإرهاب، والإصلاحات السعودية، للمضي قدماً إلى 2030. جولة ملكية وفي ال7 من نوفمبر، قام خادم الحرمين وولي عهده بجولة داخلية، زارا فيها مناطق القصيم وحائل وتبوك والحدود الشمالية. وعكست الجولة الملكية عمق الترابط السعودي الفريد بين القادة ومواطنيهم، دشن خلالها الملك سلمان عدداً من المشاريع التنموية في مختلف المناطق. قمة ال20 وزيارة العرب وفي ال28 من نوفمبر، حطت طائرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أبوظبي، ليبدأ جولة عربية، بدأت من الإمارات ومروراً بالبحرين، ومن ثم مصر وتونس، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، لحضور قمة العشرين (G20)، وبحضوره اللافت أسقط تكهنات أعداء المملكة، الذي ظلوا منذ حادثة خاشقجي يكذبون ويسوقون الروايات الكاذبة والخيالات الرخيصة، حتى أنهم زعموا وجود عزلة على المملكة، ولكن سرعان ما أسقط حضور ولي العهد اللافت كل تلك الأكاذيب. ومن أقصى جنوب «أمريكا اللاتينية»، توجه ولي العهد إلى أقصى الغرب الأفريقي وتحديداً موريتانيا، لإكمال جولته العربية، وأتمها في الجزائر ليعود إلى المملكة بعد جولة خارجية تكللها النجاح الكبير مع رجل يقود مشروعاً «شرق أوسطي جديد» قوامه النماء والازدهار. قمران صناعيان سعوديان في الفضاء وأبى العام السعودي (2018) أن ينقضي دون مزيد من الإنجازات، إذ نجحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في إطلاق قمرين صناعيين (سعودي سات 5أ) و(سعودي سات 5ب) في السابع من ديسمبر. كبار الخليج في ضيافة سلمان وفي التاسع من ديسمبر، انطلقت أعمال قمة التعاون الخليجي ال39 في الرياض، وخرج خادم الحرمين مع كبار الخليج بالتأكيد على أهمية الحفاظ على منظومة العمل الخليجي وكيان التعاون الخليجي. وعلى غير ما يتوهمه النظام القطري، الذي أرسل تمثيلاً منخفضاً إلى القمة، لم تنجح الأزمة القطرية من تفتيت مجلس التعاون الخليجي، بل ظل كتلة صامدة وثابتة بحرص كبار الخليج وعزمهم. وافتتح خادم الحرمين الشريفين حي الطريف التراثي في الدرعية مع القادة الذين حضروا «قمة الرياض»، وانطلقت من العاصمة التاريخية السعودية (الدرعية) رسالة قوية مفادها أن الخليج واحد، وأن القادة الخليجيين ماضون في التعاون. سبارك.. طاقة لا تنضب وعقب 24 ساعة من قمة مجلس التعاون الخليجي، افتتح ولي العهد مشروعاً عملاقاً جديداً، مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، التي تقع على مساحة 50 كيلومترًا مربعًا، ويهدف السعوديون أن تسهم المدينة في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إستراتيجي يوفر بيئة مشجعة للاستثمار في قطاع خدمات الطاقة، ويُتوقع أن تحقق المدينة أثرا اقتصاديا وطنيا على المدى البعيد، يشمل ذلك توفير 100.000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وإضافة 22.5 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي سنوياً، وتوطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة. كيان لدول «البحر الأحمر» ونجحت المملكة في تأسيس كيان الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، الذي سيضم الأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن، إلى جانب السعودية. ويتوقع أن يساهم التحالف الجديد في تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء ومواجهة المخاطر الأمنية، كما سيعود إيجابياً على الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين الدول التي تحتل موقعاً جغرافياً فائق الأهمية على خارطة العالم. التجديد والإصلاح مستمران واستقبل السعوديون وهم يودعون 2018، الأوامر الملكية التي حملت طابع التجديد ومواصلة الضخ بمزيد من الطاقات الشبابية للمضي قدماً إلى مستقبل أكثر ازدهاراً ونماءً، بتفاؤل كبير، إذ أصدر خادم الحرمين الشريفين نحو 41 أمراً ملكياً أعيد بموجبها تشكيل مجلس الوزراء، بعد انقضاء دورته (4 أعوام)، وجدد الأمر الملكي رقم «أ/138» الثقة في 25 وزيراً وضخ 5 أسماء جديدة للمجلس التنفيذي. وشملت الأوامر الملكية تعيينات وإعفاءات في قطاعات حكومية جديدة.