أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل موضوع ملتقى مكة الثقافي تحت شعار «كيف نكون قدوة؟» للعام القادم والذي سيكون «كيف نكون قدوة بلغة القرآن»، وذلك لدى احتفاء إمارة منطقة مكةالمكرمة باليوم العالمي للغة العربية. وخلال المناسبة التي حضرها محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، والشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، ونائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، وعددٌ من المهتمين باللغة العربية، وجه الأمير خالد الفيصل بتشكل لجنة من كافة الجهات في المنطقة لوضع برنامج تنفيذي لموضوع «كيف نكون قدوة بلغة القرآن». وقال أمير منطقة مكةالمكرمة في كلمة بهذه المناسبة: «لقد كرمنا الله بأن تكون لغة أخر الكتب السماوية بلغتنا، وبعث فينا ومن الأمة العربية آخر رسله محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن مصدر الشرف والفخر لنا مجاورة بيته العتيق ومسجد رسوله الكريم، وهذه الأمور تحتم علينا العناية باللغة العربية والاحتفاء بها، فهي اللغة الوحيدة التي لاتزال تستخدم كما جاءت في أصلها وهي اللغة أيضاً التي لم تنبثق عن لغات أخرى». وانتقد الأمير خالد الفيصل، استخدام بعض العرب لكلمات أجنبية في أحاديثهم مؤكداً أن ذلك لا يعكس ثقافة المتحدث ولا ينمّ عما وصلت إليه، منوهاً في الوقت ذاته إلى أهمية تأصيل استخدام اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي حفاظاً على ثقافة أبناء هذه البلاد وكي لا يجرفهم تيار التغيير إلى التخلي عن هذه اللغة ونسيان الشخصية العربية الإسلامية، مضيفاً «إذا كنا نُقدر أنفسنا ونُقدر عروبتنا لا بد أن نلتفت لهذه الأمور وأن نخشى على أنفسنا وعلى مكانتنا ولغتنا العربية والإسلامية وأن نفخر ونعتز بها». وقال: «بهذه المناسبة أود الإعلان أن «كيف نكون قدوة بلغة القرآن» سيكون موضوعاً لملتقى مكة الثقافي في موسمه الجديد، وسيبدأ التحضير له بعد رمضان ثم يبدأ التطبيق بعد موسم حج العام الحالي، وهذا يحتاج إلى إعداد وعمل تكاملي وجماعي»، منوهاً إلى أن موضوع «كيف نكون قدوة بلغة القرآن» لا بد أن يمتد إلى أعوام قادمة وألا يقتصر على عامٍ واحد بل مرحلة تأسيس وانطلاقة لمشروعٍ كبير يعزز اللغة العربية في منطقة مكةالمكرمة. ودعا أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أن تستخدم اللغة العربية في كافة مناحي الحياة وأن لا يتم اللجوء إلى مفردات أجنبية، وأن يتم تأصيل ذلك بحملة تشارك فيها كافة القطاعات في المنطقة وأن تنفذ دورات لهذا الشأن، لافتا إلى ضرورة أن تعمل الأمانات في المنطقة على تعزيز اللغة العربية في الإعلانات واللوحات وغيرها كذلك الحال ينطبق على أسماء المؤسسات والشركات وألا تكون اللغة العربية مستترة تحت أحرف أجنبية. وختم أمير منطقة مكةالمكرمة كلمته بالقول: «بلادكم اليوم لديها مشروع تنموي كبير ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العربي وهو مشروع يليق بمكانتها، وهذا المشروع العربي يحتاج إلى لغة، وهذه اللغة تحتاج إلى اهتمام، وهذا الاهتمام يجب أن يبدأ من المملكة ليصل إلى العالم أجمع وخصوصاً العالم الإسلامي، ولا بد أن يكون سعودياً وعربياً وإسلامياً». عقب ذلك بدأت مداخلات الحضور والتي شارك فيها عدد من المهتمين باللغة العربية السعوديين وغير الناطقين بها، وفي ردٍ على مداخلة وصفت الأمير خالد الفيصل بأنه أمير الفصاحة والبيان قال الفيصل تصحيحاً «يشرفني أن أكون عاشق اللغة والبيان»، كما أيّد أمير منطقة مكةالمكرمة مقترحاً لتنظيم مبادرات ومسابقات للعناية باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي، ورد على مداخلة لتمكين الوافدين من اللغة العربية بالتأكيد على أن ذلك سيحدث بإذن الله بالتزامن مع نجاح مشروع الإمارة الخاص بتعزيز هذه اللغة.