بين إعلام قديم وحديث، نعيش في عالم الحصول فيه على المعلومات (طبية كانت أو غير ذلك) أسهل وأسرع مما كان يُحلم به، تصطدم هذه البساطة بزيادة واضحة في فرصة الحصول على المعلومة الخاطئة، ما زاد الأمر سوءاً أن الخطأ ليس بالضرورة المصدر غير الموثوق، لأنه أصبح أحياناً من بعض الرموز في مجالاتهم! بين الخطأ والصواب خيط رفيع يصاحبه فرق شاسع! فضفضة لأي طبيب له مئات الآلاف أو الملايين من المتابعين، هناك خيط رفيع بين «المضادات الحيوية فعالة ضد العدوى البكتيرية فقط ولا تؤثر على العدوى الفيروسية» وبين «لم يثبت أحد نجاعتها لمكافحة العدوى الفيروسية»، حيث إنها فعلياً لها تأثير على الفيروسات على الأقل مخبرياً، وببحث لدقائق عدة، ستجد دراسات قديمة وحديثة في أعرق المجلات العلمية تدعم فرضية وجود تأثير للمضادات الحيوية على بعض أنواع الفيروسات. أعلم أنه لم يثبت قطعاً أنها فعالة كما أنها غير مصرحة حالياً لعلاج العدوى الفيروسية، ولكن ماذا لو حدث ذلك في المستقبل خاصة مع انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. تعبيرك غير دقيق وهناك خيط رفيع. خيط رفيع آخر «الفيروس المسبب للإيدز يستحيل أن ينتقل فقط عن طريق تقبيل الشخص المصاب» هل تقصد «لا يوجد حاليا ما يثبت أن هذا الفيروس يمكن أن ينتقل بهذه الطريقة»؟ فمعلوم أن الفيروسات تتطور وتكتسب قدرات جديدة، فمثلاً أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها كانت في يوم من الأيام «مستحيل» أن تنتقل للبشر! أعتقد شخصياً أن ضيق ومحدودية مساحة التعبير، أدت إلى كثير من الخلل غير المقصود، إضافة إلى أن المتابعين ينتظرون الجديد فلا بد من إتحافهم بمعلومات جديدة بين الفينة والأخرى. لست طبيباً، ولكن كما قيل «الباحث يرى ما يراه غيره كل يوم ثم يفكر فيه بطريقة مختلفة»، فأحببت أن أفضفض لطبيب بأن الدقة في التعبير تضمن لنا معلومات صحيحة، وتضمن لك أيها الرمز ثقة جمهورك في المستقبل.