أوضح الأمين العام لمؤسسة المرأة العربية محمد الدليمي ل«عكاظ» أن جائزة المرأة العربية التي تمنحها المؤسسة كل عامين لكوكبة من النساء المميزات في العالم العربي تعتمد على معايير دقيقة، وقال: «إن جائزة المرأة العربية تعد محطة مهمة لتكريم إبداع النساء العربيات وتوثيق نجاحاتهن في ميادين العمل المختلفة، وهي تلبي حاجة ماسة لإبراز الوجه المشرق للمرأة وتقدير منجزاتها، وانطلقت الجائزة في عام 2004 بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وتحت رعاية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وأقيمت الدورتان الأولى والثانية في رحاب جامعة الدول العربية، ثم انتقلت الفعالية لتحط في عواصم ومدن عربية عدة، منها طرابلس وتونس ودمشق والرباط والشارقة والخرطوم، أما معايير التكريم فهي إنجازات المترشحة في حقل اختصاصها ومدى إبداعها وإخلاصها في العمل وصولاً إلى مرحلة التميز، وتقوم بتقدير ذلك هيئة ترشيح ولجنة تحكيم محايدة». وحول أنشطة المؤسسة لتمكين المرأة العربية وتنمية دورها الريادي، قال الدليمي: «المؤسسة تقوم بالعديد من الأنشطة والفعاليات لدعم المرأة»، لافتاً إلى أن المؤسسة بصدد تنظيم المنتدى العربي الثاني حول قضايا المرأة العربية وإشكالية ضعف مشاركتها في هيئات صنع القرار وذلك في مدينة طنجة المغربية في نهاية شهر مارس القادم، وسيناقش صورة المرأة في الخطاب الإعلامي العربي، وطاولة مستديرة عن مدى تأثير الرواية العربية على تجسير الهوة بين الجنسين، مبيناً أن الرواية أسهمت في تحسين البعد التحفيزي للدور النسائي الوطني والتاريخي. وكشف الدليمي أن مؤسسة المرأة العربية تحركت منذ أشهر لنزع جائزة نوبل من اليمنية توكل كرمان وقال: «نحن بصفتنا مؤسسةً عريقةً ومعروفةً عربياً ودولياً وترتبط بنا هيئات، يسعدنا أن تحوز سيدة عربية على جائزة نوبل أو أي جائزة أخرى؛ لأن ذلك مبعث فخر واعتزاز كبيرين، لكن أن تقوم امرأة تحمل جائزة نوبل بأدوار سياسية مشبوهة، وتتآمر على الأوطان مع جهات أجنبية مغرضة، وتوظف عنوانها للتطاول على زعاماتنا وقادتنا بشكل سافر، فإن هذا الأمر يكون في خانة الرفض وغير المقبول، ويجب علينا التصدي لها بكل السبل الإعلامية وفضح دورها لكي لا ينخدع بها من يظن أنها بريئة ومجرد ناشطة، فهذه المرأة تسلحت بالرشاوى والأموال القطرية الهائلة وتوافقت مع أجندة الإخوان الإرهابية لنشر الكراهية بين الشعوب وإثارة الأحقاد كما أنها أصبحت نموذجاً لا يشرف نساء العرب، فاقتضى من المؤسسة أن تقوم بدورها المطلوب من أجل السعي لنزع جائزة نوبل من هذه الدعيّة والحاقدة على كل ما هو مشرق في أمتنا العربية. فتوكل كرمان حصلت على الجائزة من غير استحقاق واضح وبوسائل مشبوهة لأسباب سياسية وانتهازية؛ منها أن كرمان عنصر قيادي في حركة الإخوان المسلمين اليمنية وهذه الحركة كما تعلم مصنفة حركة إرهابية في مصر ودول الخليج وعدد من البلدان العربية والأجنبية، وهي تسخر عنوان الجائزة الكبير للانخراط في ممارسات تحض على الإرهاب وتبث الكراهية وتقدم دعما لمليشيات الحوثي الإرهابية التي دمرت بلدها اليمن، إضافة إلى أن هذه المدعوة توكل كرمان قدمت أنموذجاً رديئاً لمن يحمل مضامين نوبل للسلام في نشر ما يتنافى ومعايير واشتراطات حاملي نوبل للسلام. وحول الخطوات التي اتخذتها المؤسسة في سبيل نزع الجائزة من كرمان، أوضح الدليمي أن المؤسسة ستعقد ندوتين صحفيتين في كل من باريس ولندن في الشهور القادمة لفضح ممارسات هذه المدعوة كرمان، وأضاف: «سيتم مخاطبة كل الحائزين على نوبل للتضامن معنا في المطالبة بتجريدها من هذا الوسام من خلال الاتصالات واللقاءات معهم وتوضيح أسباب هذه المطالبة، كما أن المؤسسة تعد لتشكيل وفد يضم شخصيات أدبية وإعلامية بارزة وشخصيات دولية لها حضور لغرض زيارة مقر الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة في استوكهولم، وكذلك زيارة مقر لجنة نوبل للسلام في أوسلو وغير ذلك من التحركات من أجل حشد دعم إعلامي وسياسي للمطالبة بسحب الجائزة منها وفي كل الأحوال سنحقق هدفنا في فضح ممارسات وأساليب هذه المخلوقة التي لا تشرف النساء العربيات ومن ضمن الفعاليات المقترحة تنظيم ندوة عربية بالتنسيق مع نقابة الصحفيين في القاهرة». وتحدث الدليمي عن أنشطة المؤسسة، قائلاً إنها تقوم بتنفيذ برامج صحية وتعليمية وتدريبية في البلدان العربية الفقيرة مثل مراكز الفحص المبكر عن سرطان الثدي ومراكز للولادة الحديثة والصحة الإنجابية، إضافة إلى افتتاح عدد من مراكز التدريب على المهن والمهارات لتمكين المرأة من فرص العمل، كما أن المؤسسة وبالتعاون مع جامعات عربية وعالمية حصلت على منح دراسات عليا للطالبات المتفوقات في البلدان العربية لغرض الاستثمار في تطوير وبناء قدرات النساء، إضافة إلى فعاليات عديدة أبرزها أن مركز دراسات مشاركة المرأة العربية التابع للمؤسسة يقوم بإعداد تقرير سنوي عن واقع حال وتقدم مشاركة المرأة في هيئات صنع القرار والمناصب القيادية في العالم العربي، والتقرير موثق ومعتمد من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ومراكز أبحاث وجامعات دولية مرموقة، ويطبع ويوزع باللغات الأجنبية الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، وهنا لا بد من الإعلان أن المؤسسة قدمت مشروعاً عربياً للعالم وهو تأسيس وانطلاق أعمال اتحاد المرأة الدولي لكرة القدم (ويفا) الذي سيقوم بالعمل على نشر وتطوير كرة القدم النسائية في العالم بالتنسيق والتعاون مع الفيفا. وأوضح الدليمي أن عدداً من الهيئات تتبع للمؤسسة، ومنها صندوق المرأة للتنمية، مركز دراسات مشاركة المرأة العربية، جائزة السيدة العربية الأولى، جائزة المرأة العربية المتميزة.