بعد ستة أشهر من نشوة فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم، عندما خرج الفرنسيون للتعبير عن فرحتهم في الشوارع الأكثر رمزية في باريس، تحولت اليوم هذه الشوارع للنقيض، إذ أصبحت رقعة للتوتر واحتجاج بما يعرف ب«السترات الصفراء». أكثر من 31 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا، انضموا إلى حركة السترات الصفراء، وتم اعتقال أكثر من 717 شخصا، منهم 581 شخصا تم حبسهم في باريس خلال صباح اليوم (السبت) الثامن من ديسمبر. ولمواجهة مخاوف السلطة من اندلاع أعمال العنف في اليوم الرابع من الحركة الاحتجاجية للسترات الصفراء وحدوث تمرد عام، فقد تم نشر 89 ألف شرطي على كامل التراب الفرنسي، مدعوما برجال الدرك، بما في ذلك 8000 في باريس، كما تم نشر المركبات المدرعة للدرك الفرنسي. وظلت الاحتجاجات إلى غاية هذه الساعة سلمية دون أعمال شغب وعنف سواء في باريس أو في مرسيليا، غرونوبل (حيث أُلقي القبض على أحد الناطقين باسم Yellow Vests)، وسانت إتيان Saint-Etienne، ورانس Rennes، وليون Lyon والعديد من المدن المتوسطة الحجم في فرنسا. الحكومة الفرنسية توقعت الأسوأ في اليوم الرابع للحركة الاحتجاجية للسترات الصفراء، إلا أنه لم تسجل أي مواجهة عنيفة بين المتظاهرين والشرطة ماعدا بعض الأعمال المعزولة. التدابير الاحترازية التي اتخذت من قبل الحكومة لمواجة الحركة الاحتجاجية للسترات الصفراء لم تثن الفرنسيين عن خروجهم للشارع للدعم والانضمام للسترات الصفراء. فصمت الحكومة أمام حالة الطوارئ الاجتماعية غذى الغضب الشعبي أكثر مما كان عليه. وفي الوقت الذي تتسع فيه رقعة الاحتجاجات داخل كامل التراب الفرنسي، وتعبئة استثنائية لرجال الأمن، يتطلع الفرنسيون وأصحاب «السترات الصفراء» لردة فعل إيمانويل ماكرون الذي لايزال يلتحف الصمت حيال ما يحدث. وحسب بيان للإليزيه، فسيتوجه إيمانويل ماكرون بخطاب للفرنسيين في بداية الأسبوع القادم. فالرئيس الفرنسي فضل عدم المجازفة في اليوم الرابع للحركة الاحتجاجية للسترات الصفراء بإلقاء خطاب قد يؤجج الوضع، خصوصا أن شعبية رئيس الدولة في سقوط حر وفقا لآخر استطلاعات الرأي الأخيرة.