فيما لم يقدم «الاجتماع الطارئ» الذي عقده الرئيس الفرنسي (الأحد) أي حلول للأزمة المستفحلة، اقترحت الحكومة أمس عقد حوار في البرلمان غدا (الأربعاء) للبحث عن حلول جديدة في مواجهة حركة «السترات الصفراء»، في حين يعقد رئيس الوزراء إدوارد فيليب محادثات مع ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية في أعقاب الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة التي هزت باريس، وسط مخاوف من سبت ثالث أسود الأسبوع القادم، إذ لا تلوح في الأفق أية بوادر لحلحلة المواقف. وخلفت احتجاجات «السترات الصفراء» في جادة الشانزليزيه خسائر مليونية للاقتصاد الفرنسي، قدرت في قطاعات مختلفة بملايين الدولارات، إلا أن قطاع السياحة يبقى القطاع الأكثر تضررا، وأقر وزير الاقتصاد برينو لومير، بتلك الخسائر معلنا تشكيل خلية أزمة لمساعدة الشركات المتضررة. واعتبر مراقبون أن غياب أصحاب «السترات الصفراء» عن الشارع لا يعني انتهاء الأزمة، كما أن مشاهد العنف والدمار التي أحدثتها الاحتجاجات أفزعت الآلاف من السياح، وهو ما أفضى إلى إلغاء 25 ألف ليلة فندقية تقريباً خلال أسبوع واحد، ما يمثل خسائر قدرت ب14 مليون دولار. فيما قدر رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال، تكلفة الأضرار الجسيمة التي لحقت ب«قوس النصر» بنحو مليون يورو. وقال لصحيفة لو فيغارو، إن المعلم الأثري والسياحي والوطني حيث ضريح الجندي المجهول «تعرض لنهب منظّم شمل قاعات العرض وتماثيل والمتجر والمراحيض. هناك تمثال من الجصّ يعود تاريخه لثلاثينات القرن الماضي ومعروض في قاعة تسمّى العليّة تم تدميره بالكامل، لقد تم أيضاً قطع رأس التمثال النصفي الرخامي لنابليون». وشهدت باريس أمس (الإثنين) المزيد من المتظاهرين المناهضين للحكومة؛ إذ نزل عمال الإسعاف إلى الشوارع وتجمعوا بالقرب من الجمعية الوطنية في وسط العاصمة للاحتجاج على التغييرات في ظروف العمل، وأضرموا النار وعطلوا حركة السير حيث حمل ناشط لوحة كتب عليها «الدولة قتلتني».