أقر قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس (الأحد) اتفاق الانفصال «بريكست» الذي يقضي بخروج بريطانيا من التكتل، ووافقت قمة بروكسل على «إعلان سياسي» ملحق بالاتفاق حول العلاقة المستقبلية الطموحة التي يأملون بها بين بريطانيا والتكتل الأوروبي. وكادت مشكلة مستقبل جبل طارق أن تحول دون عقد القمة بعد أن هددت إسبانيا بإلغائها إذا لم تحصل على ضمانات مكتوبة، إلا أنه تمت تسوية الأزمة. ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ب«المأساة». وقال يونكر لدى وصوله أمس (الأحد) إلى بروكسل للمشاركة في قمة أوروبية للمصادقة على اتفاق «بريكست»: «إنه يوم حزين، خروج بريطانيا أو أي دولة أخرى من الاتحاد الأوروبي لا يدعو للابتهاج ولا للاحتفال، إنها لحظة حزينة.. إنها مأساة». فيما أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف «بريكست»، ميشال بارنييه، أن الاتحاد الأوروبي سيبقى «شريكا وصديقا» لبريطانيا بعد الانفصال. وأكد أنه خلال المفاوضات شديدة الصعوبة والتعقيد، العمل مع المملكة المتحدة، ولم يعمل إطلاقا ضدها، داعياً الجميع إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «بريكست» يشكل دليلا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى «إعادة تأسيس». وقال «إنها لحظة حرجة للاتحاد الأوروبي»، الذي يحتاج في رأيه إلى «إعادة تأسيس». وأضاف «هذا يبيّن أن الاتحاد الأوروبي يعاني ضعفا» لكنه قابل للتحسين، واصفا الاتفاق مع لندن بأنه «جيد». وأضاف أن العلاقات المستقبلية مع لندن «لا تزال تتطلب تحديدا»، متابعا «من الواضح أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور مهم يمكن أن يتطور». وناشدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، البريطانيين دعم اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى وإن كان دعم حزبها للاتفاق لا يزال غير واضح، مؤكدة أنها ستبذل كل ما في وسعها لإقرار اتفاقها في البرلمان البريطاني. واعتبرت ماي في بيان أنه «اتفاق من أجل مستقبل أفضل يسمح لنا بانتهاز الفرص التي تنتظرنا». وسوف يخضع «اتفاق الانسحاب» لاختبار المصادقة عليه في البرلمانين الأوروبي والبريطاني قبل أن يدخل حيز التنفيذ في مارس 2019.