فيما شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أهمية شراكة واشنطن مع الرياض كونها «شريكاً راسخاً» اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وحليفاً رئيسياً لكبح جماح إيران في المنطقة، ارتفع صراخ محور الشر الثلاثي (إيران والإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية الأخرى) الذي سبق أن عراه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة صحفية مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية. ودخل نظام «الملالي» في طهران نوبة صراخ تمثلت في تغريدات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عبر حسابه في «تويتر»، الذي انتقد فيه موقف البيت الأبيض حيال حادثة وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده، ووصف بيان ترمب ب«المخزي». وعلى الضفة الغربية من الخليج العربي، ضخت ماكينة الدعاية القطرية وأدواتها سيلاً من الانتقادات لموقف ترمب والإدارة الأمريكية، بعد 49 يومياً من التحريض المليء بالأكاذيب والفبركات الإعلامية والروايات الكاذبة على المملكة، حتى أن وسائل إعلام قطرية اتهمت المملكة بشراء البيت الأبيض والرئيس الأمريكي! وكثفت قناة الجزيرة القطرية من انتقادها للرئيس الأمريكي عبر فتح البث الفضائي لأصوات أمريكية مسكونة ب«سعوديفوبيا»، وخصصت عشرات التقارير لمهاجمة الموقف الأمريكي، بعد أن توهموا على أن الأكاذيب والفبركات الإعلامية قد تصنع واقعاً سياسياً جديداً. ودخل تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي حفلة ردح وسباب، فبعد أن كانوا يعولون على موقف سلبي من الإدارة الأمريكية حيال نتائج التحقيقات السعودية الجادة لكشف ملابسات مقتل مواطنها جمال خاشقجي، بدوا متفاجئين ومحبطين. ويبدو أن بيان ترمب أخرج نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا نعمان قورتولموش عن الدبلوماسية ليهاجمه، في تصريحات لتلفزيون «تي.آر.تي خبر» الحكومي، بنعته ب«الكوميدي». وبدا الموقف الأمريكي صفعة جديدة لأبواق التحريض التي أنفق عليها النظام القطري أموالاً طائلة، إذ لم تفلح في تغطية شمس «الحقيقة السعودية» بغربال الأكاذيب والفبركات والروايات الكاذبة.