تأخذ حادثة مقتل السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول أبعاداً عدة تتزامن مع ضخ لا يتوقف لعشرات الفبركات الإعلامية والروايات الكاذبة، لم تنتهِ بزعم «واشنطن بوست» أن السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان قد حث خاشقجي على السفر إلى إسطنبول، الأمر الذي دحضه الأمير خالد بن سلمان في حينها، بل امتدت إلى اتهام صحيفة تركية مقربة من القصر الرئاسي «شماعة الإخوان» القيادي الفلسطيني المقيم في الإمارات محمد دحلان بالمساهمة في الحادثة! وروج القطريون لرواية الصحيفة التركية التي اعتادت على نشر «فبركات إعلامية متضاربة»، وأشارت الصحيفة إلى أن دحلان أرسل عدة أشخاص بجوازات سفر مزورة إلى إسطنبول للمساعدة في طمس الآثار، اللافت أن الرواية لم تظهر إلا اليوم، بعد أن استنفد الإعلام القطري والتركي عشرات الروايات وتراجع عنها. في غضون ذلك، هاجم خبير أمريكي بالعلاقات الأمنية اعتماد صحيفة «واشنطن بوست» على معلومات مجهولة لنسج قصص حول حادثة خاشقجي، واصفاً ذلك ب«الأمر المشين». وقال رئيس مجموعة الدراسات الأمنية بأمريكا، جيم هانسون، في مداخلة على شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية نقلها موقع «العربية»، إن الأخبار التي تروجها صحيفة «واشنطن بوست» وغيرها ليست نهاية الأمر، بل يجب الانتظار، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قامت بتحديد المسؤولين عن الجريمة وتقوم بمحاسبتهم. وأكد على ضرورة دعم المملكة وأن تكون قرارات واشنطن نابعة من اعتمادها على مصالحها الإستراتيجية، مضيفاً «يجب أن نضع في الحسبان كم الدعم الذي يقدمونه لنا في الحرب على الإرهاب، كما أنهم حليف هام ضد إيران التي تشكل مشكلة كبرى في المنطقة». ويشير هانسون إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجح في إحداث تغييرات جوهرية بالمملكة «أكثر من أي تغيير رأيته طوال حياتي». وأكد أن السعودية، حليفة الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب، تسير في الاتجاه الصحيح، وأن حادثة مقتل خاشقجي «لن تخرجهم عن هذا المسار، ولن تمنعهم من مساعدتنا بطرق عديدة».