في الحملة أو الحرب التي تواجهها بلادنا، برزت بعض وسائلنا الإعلامية كسلاح في وجه الأعداء، وأقول «بعض» لأنني لم ألمس تلك الحرقة التي كان عليها المواطنون المخلصون، لم ألمسها منعكسة على وسائل إعلامية مسموعة ومقروءة ومرئية، اللهم إلا من تناول سطحي فج أحيانا وكأنه أداء واجب والسلام، ولست هنا في مقام الناقد أو المفند لذلك الإخفاق ولكني أحس بأن الوطن يستحق منا أكثر، وعلينا له حق أكبر، في هذه الحرب التي أعتقد أن علينا المضي فيها وتتبع أكاذيب وتدليس أعدائنا وتسريباتهم الممجوجة والمقرفة والمسببة للغثيان، خصوصا عندما نجد ونكتشف أن هناك خلية من المرتزقة «تلت وتعجن» وتعيد وتزيد في موضوعات أصبحت مكشوفة ومعروفة وتذكرنا بمسرحية «مدرسة المشاغبين» التي ليس فيها أكثر من «الشغب» والمشاغبة لأسباب واهية ليس لها أساس أو منطلق لتمرد أولئك الطلاب أو مواقفهم غير المبررة خلال المسرحية التي تذكرنا بتلك الخلية التي يبدو أنها مستبسلة في البحث عن أي موضوع ينال منا. تصوروا أن قناة الجزيرة تستضيف بعض المأجورين ليناقشوا زيارات خادم الحرمين الشريفين للقصيم وحائل، ألا يعلم أولئك المأجورون أن حكامنا ومنذ عهد المؤسس رحمه الله يزورون مناطق المملكة، ويلتقون بالمواطنين؟ ولم تثنهم الأحداث التي تمر بها بلادنا عن القيام بتلك الجولات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومنذ توليه الحكم زار المنطقة الشرقية ويزور مكةالمكرمة والمدينة المنورة بشكل سنوي، إنها حملة مسعورة تحتاج إلى حائط صد إعلامي منيع وإلى وضع إستراتيجية للمواجهة، فقد أسفرت الوجوه القبيحة عن أشكالها القذرة، وعلينا الاستمرار في فضحها ومواجهتها وكشف كذبها وزيفها.. صحفيا أخذت «عكاظ» زمام المبادرة في تلك المواجهة وحققت مع جيش المغردين انتصارات لم تستخدم فيها سوى سلاح فضح «المسعورين» ليس دفاعا عن بلادنا ومواطنينا فقط، وإنما كشفا لأكاذيبهم وأساليبهم، كانت «عكاظ» وبدون مجاملة الواجهة الصحفية، وحصلت بذلك ومن وجهة نظري على الوجاهة الوطنية وأثبتت قدرتها وتأثيرها على المأجورين الذين أقلقتهم بفضح أساليبهم القذرة، فكانت توجه لهم الصفعة بعد الأخرى بأسلوب مهني راق ومدروس. أتمنى أن تستمر «عكاظ» الواجهة الوطنية في مواجهتها لأعدائنا المأجورين من الخلايا المنتشرة في لندن وبيروت وإسطنبول وقطر، وأتمنى أن تجد دعما كبيرا من مصادر المعلومات في بلادنا لكشف ما يدور حولنا، وأن تبدأ «عكاظ» المواجهة الحقيقية وهي متاحة في ظل الأساس الهش لتلك الخلايا المأجورة المحاطة بزجاج ليس قابلا للكسر فقط وإنما للتهشيم من أول قذيفة إعلامية صادقة تحمل بارودا من الصدق والحقيقة.