في المحصَّلة، لا يصحُّ إلا الصحيح. وسيخيب ظنُّ من استغلُّوا حادثة مقتل الأستاذ جمال خاشقجي في دار قنصليَّة بلده في إسطنبول. فبعد أن روَّج دعاة الفوضى العاتية لحملة إعلاميَّة شرسة، حشدوا لها المرتزقة من إعلاميِّين وفضائيَّات لنشر أخبارٍ ملفَّقة وقصص ورسومات ونكات للنيل من سمعة المملكة وهيبتها، رغبة منهم ومن وراءهم من قوى الشر والطغيان لإشعال فتنة مدمِّرة في بلد الحرمين الشريفين على غرار ما فعلوه في العراق وسورية وليبيا تحت شعار الربيع العربي! وما هو في الواقع إلا استكمال لمخطَّط الفوضى الهدَّامة الهادفة إلى زعزعة الحكم في البلدان العربيَّة تمهيدًا لتقويض أنظمتها وإقامة كانتونات طائفيَّة تفرِّق ولا تجمع، تهدم ولا تبني لتقضي على البقيَّة الباقية من تماسك أمَّتنا العربيَّة، وتمزق نسيجها العريق الذي حاكته على مدى العصور حضارات وثقافات متعدِّدة الأعراق واللهجات. متَّن ما انفرد من هذا النسيج الحضاري فوق تراب المملكة، وقوَّى لحمته وسداه الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود طيَّب الله ثراه، وهو يبني صرح المملكة العربيَّة السعوديَّة، تحت شعار التوحيد «لا إله إلا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله» إعلانًا للملأ بأنَّ الهدي القرآنيَّ والسنَّة النبويَّة الشريفة هما دستور مملكته ونهج حكَّامها في إدارة شؤون البلاد. فبحمد الله وبحكمة مَن خلفوا الملك المؤسس من ملوك وخدَّام الحرمين الشريفين، ثبتت المملكة في وجه الحاقدين والحاسدين والعملاء، دون أن تتوانى عن أداء واجبها الديني والأخلاقي تجاه الأشقَّاءِ العرب ولو تعارضت آراء قلَّة من مواطنيهم مع نهج المملكة في الحكم والإدارة... فذلك لم ولن يجعل شعب المملكة يعير بالا لسيل ما تنشره وسائل إعلام مأجورة من غثاء مقابلات مع من باتوا بين ليلة وضحاها خبراء سياسيِّين وأساطين اقتصاديِّين ودهاقنة أمنيِّين، وهم في واقع حالهم أبعد ما يكونون عمَّا يدَّعون، وليس لهم من الصدق والموضوعيَّة رصيد. في النهاية، لا يصحُّ إلا الصحيح. والله غالبٌ على أمره، وناصرٌ مَن ينصره. * كاتب سعودي