مازال مصير الثري التايلاندي فيتشاي سريفادانابرابا مالك نادي ليستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، مجهولا غداة تحطم الطائرة المروحية التابعة له واحتراقها في موقف سيارات ملعبه بعيد إقلاعها من على المستطيل الأخضر. ولم يؤكد أي مصدر رسمي ما إذا كان سريفادانابرابا الذي غالبا ما يستخدم هذه المروحية للتنقل إلى مباريات الفريق على ملعب «كينغ باور ستاديوم» ومنه، على متن الطائرة التي عانت من مشكلات ميكانيكية بعيد إقلاعها من أرض الملعب في ختام مباراة ضد وست هام في المرحلة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، انتهت بتعادل الفريقين 1-1. ونقلت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مصادر مقربة من عائلة رجل الأعمال البالغ من العمر 61 عاما، أنه كان بالفعل على متن المروحية. وأظهرت الصور من مكان الحادثة، المروحية المتحطمة والنيران تشتعل فيها، على بعد أمتار من الملعب الذي شهد احتفال ليستر في نهاية موسم 2015-2016، بإحراز لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، وذلك في إنجاز لناد متواضع نسبيا مقارنة بكبار الكرة الإنجليزية. ويعزى هذا الإنجاز بشكل كبير إلى تطوير متنام شهده النادي منذ الاستحواذ عليه من قبل سريفادانابرابا عام 2010 في صفقة مقدرة ب 40 مليون جنيه إسترليني (51 مليون دولار)، عندما كان ليستر لا يزال ينافس في الدرجة الأولى من بطولة إنجلترا. «مأساة مروعة» وأشار المصور الحر راين براون الذي كان يقوم بتغطية مباراة ليستر ووست هام السبت، في تصريحات لإذاعة «بي بي سي 5» أنه رأى المروحية تقلع من أرض الملعب، قبل تحطمها في موقف السيارات. وأضاف: «توقف المحرك وبدأت (المروحية) بالدوران حول نفسها، وصدر عنها صوت طنين، فيما بدأت شفرات (المحرك) بالدوران سريعا وتلا ذلك صوت اصطدام كبير، خلف كرة نار كبيرة في مكان التحطم». ولم يتم الإعلان رسميا عن أسماء الموجودين على متن المروحية، أو إذا ما كان تحطمها قد أدى إلى إصابة أي شخص في موقف السيارات. واكتفى النادي ليل السبت ببيان قال فيه: «نتعاون مع الشرطة وخدمات الطوارئ في التعامل مع حادثة كبيرة في ملعب كينغ باور». فيما ذكر بيان لشرطة ليسترشير (السبت): «نتعامل مع الحادثة بالقرب من كينغ باور ستاديوم، خدمات الطوارئ على دراية وتتصرف مع الأمر». وأشارت قناة «سكاي سبورتس» إلى أن المروحية تعود إلى المالك التايلاندي، وأنها أقلعت من الملعب في الفترة ما بين الساعة 19:30 و19:45 ت غ، قبل أن تتعرض لمشكلات في مروحة الذيل الخلفي. واستحوذ سريفادانابرابا على النادي في العام 2010، وأصبح رئيس مجلس إدارته في فبراير من العام التالي، وضخ الثري التايلاندي الذي تعد شركته إمبراطورية في عالم الأسواق الحرة في آسيا، الملايين لتطوير النادي وتحسين أدائه، وحقق مفاجأة كبرى بإحراز لقب البريمرليغ عام 2016 على حساب الأندية التقليدية في الكرة الإنجليزية مثل تشلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال. كما يعد سريفادانابرابا من الشخصيات المحبوبة في ليستر نظرا إلى ما قام به مع النادي الذي يعود تاريخه إلى العام 1884. وكتب رئيس بلدية ليستر بيتر سولسبي عبر «تويتر»: «أفكارنا وصلواتنا مع الجميع، ولاسيما المالكين الذين قدموا الكثير للنادي والمدينة». وصنع سريفادانابرابا حكاية نجاح خيالية بالنسبة إلى ليستر، فالفريق الذي عاد إلى الدوري الممتاز في 2014، وخاض موسما سيئا أمضى معظم فترات في قعر الترتيب، قبل أن يحقق «الثعالب» سلسلة لافتة في القسم الأخير من الموسم، بفوزهم في سبع من مبارياتهم التسع الأخيرة. وتمكن ليستر من إنهاء هذا الموسم في المركز الرابع عشر والبقاء في الدوري الممتاز لموسم ثان بدأه مرشحا للقب بنسبة 1 مقابل 5000 فقط، قبل أن يحقق المفاجأة الكبرى وينتزع اللقب في ختامه، معتمدا على لاعبين قدموا أداء لافتا، ولاسيما فاردي وزميله السابق الجزائري رياض محرز، والمدرب السابق الإيطالي كلاوديو رانييري. صور رئيس ليستر سيتي خلال مغادرته بطائرته الخاصة. صور فيتشاي سريفادانابرابا.