أصيب سكان الحوية (شمال الطائف) بخيبة أمل، حين اكتشفوا أن آليات الأمانة التي نشطت أخيرا، قرب سوق الماشية -التي تتوسط مساكنهم- لم تسع لتخليصهم، من الحظائر والأغنام النافقة، التي تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، منذ نحو نصف قرن، بل اقتصر عملها على توسعة الشارع الجنوبي الذي يفصل الحي السكني، لتغادر بعدها المعدات والجرافات تاركة الحسرة بين الأهالي الذين توقعوا أن تريحهم من المشكلة المزمنة في الحوية. وكان الأهالي تناقلوا أخيرا أنباء عزم الأمانة إزالة الحظائر وأكوام البرسيم التي تتوسط حيهم منذ نصف قرن، فرسموا أحلاما وأمنيات برؤية ذلك يتحقق على أرض الواقع، إلا أنهم اصطدموا أن مهمة تلك المعدات قصيرة جدا، حيث اكتفت بتوسعة الشارع الجنوبي، وأزالت تلال روث الماشية منه. وذكر عبدالله الروقي أنهم أصيبوا بخيبة أمل، حين اكتشفوا أن مهمة الأمانة لم تكن في إزالة سوق الماشية من الحوية، بل عملت على إزالة النفايات والروث المتاخم لمساكنهم في الشارع الجنوبي للحي. واستاء الروقي من الوعود والمسكنات التي قدمتها الأمانة لسكان الحوية على مدى السنين الماضية، مشيرا إلى أن الأضرار الخطرة الصادرة من السوق لم تحرك الجهات المختصة في معالجة المشكلة التي أرقتهم. وأشار فارس القثامي إلى أن فرحة سكان الحوية بتحرك آليات الأمانة في وسط حيهم، لم تكتمل، بعد أن تبين لهم أنها جاءت لإزالة أكوام النفايات وتوسعة الشارع الجنوبي، مبينا أنهم لم يجدوا من الأمانة سوى الوعود التي استخدموها كالمسكنات لهم طيلة هذه السنين. وتساءل عن المعوقات التي تمنع الأمانة من إنهاء معاناتهم ونقل سوق الماشية من قلب الحوية، إلى منطقة مناسبة بعيدة عن التجمعات السكانية. وقال: «شاهدنا منذ بضعة أيام آليات الأمانة تدخل الحي، وتوقعنا أنها جاءت لتخليصنا من التلوث الذي جثم على السكان طيلة نصف قرن، لكن اكتشفنا أن عملها اقتصر على توسعة الشارع فقط»، مشددا على أهمية اتخاذ حلول جذرية للمشكلة الأزلية في الحوية. وأفاد محمد الزهراني أن روث الماشية تراكم في شوارع الحي بمرور الأيام والسنين، وأصبح يشكل تلالا تصدر لهم الأوبئة والحشرات، فضلا عن تزايد جثث الأغنام النافقة وجذبها للكلاب الضالة، مشيرا إلى أن كل نسمة هواء تنشر الروائح الكريهة بين مساكنهم، فضلا عن انتشار الشبوك والعمالة المخالفة التي تمارس الكثير من التجاوزات في الحي. وشدد على أهمية إنهاء معاناتهم وإزالة سوق الماشية من قلب الحوية، بدلا من حملات الترقيع والمسكنات التي دأبت على ممارستها طيلة هذه السنين، لافتا إلى أن الأهالي مازالوا يتذكرون وعود الأمانة لهم في أحد البرامج التلفزيونية قبل نحو عام، بنقل السوق في غضون 6 أشهر، إلا أنه مر ضعف المهلة، دون أن تتخذ أي خطوة لعلاج المشكلة. «عكاظ» بدورها تواصلت مع أمين الطائف المهندس محمد بن هميل، لنقل شكوى السكان من انسحاب آليات الأمانة بعد أن اقتصر نشاطها على توسعة شارع فقط، إلا أنها لم تجد منه أي تجاوب.