لم تألُ جهداً قناة الجزيرة القطرية، الذراع الإعلامية لتنظيم الحمدين الإرهابي، في محاولة تطبيق نظريات إعلامية محددة في حملتها المسعورة ضد المملكة ومحاولة تشويهها، إذ انتهجت نظرية الإعلام المعادي (Agenda Sittings) في استخدام قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى في الثاني من أكتوبر في تركيا، بعد خروجه من القنصلية السعودية بإسطنبول. وتعد نظرية ترتيب الأولويات (Agenda-Setting Theory) واحدة من النظريات التي ركز عليها الإعلام القطري بالتعاون مع الإعلام الإيراني والتركي والتابع لجماعة الإخوان -المصنفة إرهابياً- وعدد من وسائل الإعلام الغربية مثل نيويورك تايمز ورويترز وغيرها، إذ قامت هذه الوسائل بتطبيق النظرية -حرفياً- من خلال بناء صورة ذهنية لدى الجماهير في قضية خاشقجي، في بيئة زائفة، بحسب ما حدد ذلك كاتب النظرية (والتر ليبمان 1922م). وكشفت قضية اختفاء المواطن جمال خاشقجي كيف رتبت الجزيرة ووكالة الأناضول التركية أولوياتها لمحاولة تشويه المملكة، إذ قامت الأولوية الأولى على الزعم بمقتل جمال خاشقجي، عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثاني من أكتوبر، بهدف صدمة الجماهير والإعلام العالمي، ومحاولة الزج بالمملكة في صورة محددة كي تلجأ إلى الدفاع، ولكن بهدوئها المعتاد ورزانتها السياسية، أبطلت الرياض مفعول الأولوية الأولى، من خلال تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي منح الأمن التركي الضوء الأخضر لتفتيش القنصلية، رغم أنها ذات سيادة سعودية. الضخ الإعلامي الكبير من قبل الإعلام العدو طبق ما أشار إليه «نورتن لانغ» الذي أوضح أن من محاور نظرية ترتيب الأولويات طرح موضوع على الجماهير، واقتراح عليهم ما الذي ينبغي أن يفكروا فيه كأفراد، وما الذي ينبغي أن يشعروا به، وظهر ذلك جلياً في خبرين بثتهما «الجزيرة» ورددهما الإعلام العالمي، وهما كذبة تقطيع جمال خاشقجي بمنشار كهربائي من قبل فرقة اغتيال سعودية، وفبركة إعلامية أخرى تقول إن شهود عيان سمعوا صوت ضرب واستغاثة صادرا من داخل القنصلية، ويرجح أنه صوت خاشقجي.