بمحض الصدفة شاهدت ما بثته إحدى القنوات الفضائية عن ذلك الحي السكني الأنموذج تصميماً وتنفيذاً، الذي أقيم في غزة بالأراضي الفلسطينية على نفقة بلادي المملكة العربية السعودية، والذي يحتوي على جميع المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وهو بالطبع ليس الأول ولن يكون الأخير لصالح أبناء الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وهو امتداد للجهود العينية والاقتصادية والسياسية التي انتهجتها بلادنا تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين 1948 دون منّة وضجيج إعلامي مؤدلج، وتشهد بذلك القيادة الفلسطينية على عهد ياسر عرفات -رحمه الله- والحالية بقيادة محمود عباس أبومازن. وحمدت الله تعالى أن جاء ذلك الخبر من وسيلة إعلامية لا تنتسب للإعلام السعودي الرسمي، ولم يكن ذلك مفاجئاً لي فقد اعتاد الشعب السعودي من قيادته المباركة مد يد المساعدة للأشقاء والأصدقاء دون تمييز لعرق أو لون أو دين، طيلة العقود الزمنية الفارطة. ولكن في ظل النقد الموجه تجاه بلادنا وخصوصاً من عدة جهات مسيسة في وطننا العربي بصفة خاصة وعبر أبواق إعلامية مرتزقة لصالح دول إقليمية وعالمية هدفها واضح وجلي هو الإضرار بنا ومحاولة الإساءة لمكانة بلادنا العالمية، ولكل ذلك لم يعد مستساغاً غمط أفعال بلادنا الخيرة وعدم تسمية وإشاعة ما تقدمه بلادنا لكل شعوب تلك البلدان صوتاً وصورة، وببرامج توثيقية متعوب عليها، يبثها إعلامنا الرسمي وغير الرسمي وتسمى الأشياء بأسمائها كما هو حال الحي السعودي في غزة، ليعرف كل مستفيد من تلك المساعدات مشاريع وجهود دولتنا السنية، فمتى عرف الجاهلون ذلك قامت الحجة على زيف كل جهة حاقدة وإماطة الزيف والبهتان الذي يطالنا صباحاً ومساء، وليعرف المواطن السعودي كذلك دور بلاده الريادي في ذلك، وفي دعم الجهات الأممية الإنسانية فوق كل أرض وتحت كل سماء، ولكل أبواق التزييف والتضليل نقول: «ولا يحيق المكر السيئ إلا باهله».