تفاقمت حدة الصراعات والانقسامات داخل ميليشيات الحوثي خصوصا بين صفوف قياداتها العليا، ووصلت إلى حد التصفية والاغتيال. وكشفت مصادر موثوقة أنه تمت تصفية عدد من المنشقين جسديا عبر عمليات اغتيال مباشرة أو تفجير منازلهم. وفي تأكيد على تفجر الخلافات بين الانقلابيين، أعلن وزير السياحة في حكومة الانقلاب ناصر باقزقوز أمس (الجمعة) استقالته متهما مدير مكتب ما تسمى ب«رئاسة الانقلاب» أحمد حامد بتهديده. وقال باقزقوز الذي ينتمي إلى مديرية المكلا بحضرموت في تدوينات مرفقة بخطاب الاستقالة: «تقدمت باستقالتي شفويا وخطيا وطلبت الحماية والسماح بمغادرة صنعاء ولم أجد جوابا.. وأعيش في خوف مستمر». وأضاف: باختصار المدعو أحمد حامد يهين القوانين ويفرض ما يريده ويقف مع أفراد عصابته ويحميهم في كل الوزارات، كما خذلني مهدي المشاط رئيس ما يسمى «المجلس السياسي» ورئيس «حكومة الانقلاب» عبدالعزيز بن حبتور، فيما زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي يطالبنا بالصبر، لكن لم أحتمل الذل». وكشف باقزقوز أنه تعرض للترهيب والتهديد وأبلغ الأمن القومي، إلا أنه لم يتحرك أحد بكل أسف، والمجرمون في بيوتهم، وأنا أعيش حالة طوارئ، لا يشرفني البقاء يوما واحدا في حكومة الانقلاب وأعتبر نفسي مستقيلا.. واختتم حديثه بقوله: اشبع بالحكومة وبصنعاء وبكل البلد يا مدير مكتب «الرئاسة». في غضون ذلك، أفصح مصدر مطلع في صنعاء ل«عكاظ» عن تخطيط ميليشيا الحوثي الانقلابية لطرد الوزراء التابعين لحزب المؤتمر الشعبي وتعيين قيادات حوثية بديلة عنهم في إطار القضاء النهائي على أي وجود لأتباع الرئيس الراحل علي صالح. وأكدت المصادر أن الإحلال يشمل رئاسة الوزراء ووزارة التعليم العالي، والخارجية، والسياحة. من جهة أخرى، ناقش المبعوث الأممي مارتن غريفيث في مسقط مع رئيس وفد ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام أمس الأول مدى جدية الانقلابيين في المشاركة في الجولة المرتقبة للمشاورات في نوفمبر القادم، في وقت عرضت الحكومة النمساوية استضافة المفاوضات. وأكدت مصادر مطلعة ل«عكاظ» أن الميليشيات رهنت مشاركتها بفتح مطار صنعاء الدولي. وكان وفد الشرعية اليمنية الذي التقى غريفيث في الرياض، حذر من أي انحياز أممي للحوثيين، مؤكدا أن تعنتهم وعدم جديتهم أفشلا المشاورات السابقة.