لا يكترث كثير من المرضى بالدور الذي يمكن للصيدلي القيام به في سبيل تقديم المعونة الطبية، خصوصا عندما يكون مؤهلاً بشكل مميز، ولديه خبرة واسعة في مجال الأدوية وتركيبها، وفي الوقت الحديث تعدى دوره في كثير من الدول المتقدمة حدود الوظيفة التقليدية التي تقف عند استلام «روشتة العلاج» وتقديم الدواء، إلى أن يكون فاعلاً ومؤثراً في ممارسة دور أعمق عبر تلك المهنة. «الصيادلة السريريون»، خبراء في استخدام الأدوية العلاجية، والمصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة عن الأدوية والاستخدام الآمن لها، ومعرفة فعاليتها وتأثيرها على المرضى، ويقوم الصيدلي السريري باستقبال جميع استفسارات المرضى عن الدواء، ووضع خطة علاجية لكل مريض بموجب البروتوكول مع وجود أحد مقدمي الخدمات الطبية (الطبيب). يقول مدير الرعاية الصحية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة الدكتور هاني الحمدان، إن الصيدلة السريرية ليست حديثة العهد في المملكة، إذ أدخلت في مستشفيات الحرس الوطني والمستشفى التخصصي بشتى فروعه منذ 1990، وتطبق في المستشفيات العامة منذ 10 سنوات، وهي تضع موازين ومفاهيم جديدة لعالم الصيدلة والطب بشكل عام، حيث يكون فيه الصيدلي ليس مجرد «صارف للدواء» بمفهومه القديم بل هو طبيب صيدلي. ويضيف: «ربما يطلع الطبيب الصيدلي على مجالات واسعة في عالم التركيب الدوائي، وخواصه وكيفية العلاج، وما هو الدواء الأنجع والأنفع، وما هي سبل وطرق الوقاية من أعراض العلاج الجانبية ومضاعفاتها». الصيدلة السريرية تهتم أيضا بالجوانب النفسية والاجتماعية، بل حتى المادية للمريض، من جهة قدرته المادية على تحصيل العلاج، وما هو الدواء الأكثر ملاءمة لحالته المادية ويحمل نفس الخواص العلاجية. وتقول الاستشارية الصيدلية في مركز الملك فهد لجراحة أمراض القلب في جامعة الملك سعود الدكتورة فخر زهير الأيوبي، «الصيدلة السريرية تلعب دورا أساسيا في الحد من الهدر الدوائي، الذي قد يكون في بعض المستشفيات العامة، بسبب الجهل بخاصيات الدواء العلاجية، والتي يكون على اطلاع واسع فيها الطبيب الصيدلي، فمثلا في حالات الوباء كحمى الضنك أو أنفلونزا الخنازير، هدرت كثير من الأموال على علاجات أو أدوية، وأمصال صرفت في ذلك الوقت لاحتواء الوباء، كان بالإمكان إيجاد البديل لها بنفس الخواص».