تمكنت الآلة الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين خلال ربع قرن من ترسيخ مفاهيم ومفردات تجرم وتتفه من يعارض توجهاتها أو خططها أو حملتها المسعورة لنشر الفوضى في المنطقة. فالويل كل الويل لمن يدافع عن وطنه أو حكومته في وجه ما تريده الدوحة، ويرشق بالخسة فهو إما منبطح أو فلول أو من علماء سلطان، وكلما توحشت خطة التدمير كلما مارست الآلة الإعلامية ناشرة «الديموقراطية» بحسب ما تزعم، قمعاً وهجوماً ضارياً على كل من يخالفها الرأي. ووصل الأمر ذروته فيما سمي ب«الربيع العربي» فقد سيطرت قطر وإخونجيتها وأربابها خلال تلك الفترة على وسائل التواصل حتى أصبح مجرد التشكيك في «ربيع الحمدين» أشبه بالكفر البواح. المشهد الراهن يتغير بقيادة السعوديين، فالتغريدة بالتغريدة والحجة بالحجة، حتى انتقل تنظيم «الحمدين» من الهجوم المتعالي إلى الدفاع «المتمسكن» واستجداء العواطف.. ومن الاستهزاء بالخصوم إلى مخاطبة القيم والمبادئ. لم تتخبط الدوحة فقط في الفضاء الجديد، بل في سياسة العناد «الأبله» والسفه المالي على أي بؤرة عداء للسعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولأن لتنظيم الحمدين رأسين أحدهما ظهر في تويتر أخيراً عسى أن يجاوبنا بعد أن صرف من حياته وماله وجهده عقدين لتفكيك وتقسيم السعودية وتفكيك نفوذها، ما رأيه في تصريح وزير خارجية ألمانيا المقدر عالياً لأدوار المملكة وإعلان بلاده الحرص الكامل على علاقتها مع الرياض، والمتأسف عن أي سوء فهم قد حصل. هل تعتبر ألمانيا بحضارتها ومكانتها واقتصادها وانتاجها وإنسانها النموذجي في العمل منبطحة أم من علماء السلطان أم تتغير مواقفها بالرز كما تردد جزيرته.. ألم يقل تميم بن حمد أن مواقف ألمانيا أخلاقية قبل أيام! تعلموا من بيان وزير الخارجية الألماني تجاه السعودية الذي يعد استثنائيا في تاريخ الدبلوماسية الألمانية من بعد الحرب العالمية الثانية، ولتجعلوا الألمان مثالاً لكم في تغليب المصالح الوطنية وتقدير أوزان الدول وقوة تأثيرها. إلى حمد بن جاسم ومنه إلى حمد الآخر اتركوا عنكم المراهنات الفاشلة على تفكيك السعودية منذ عقدين ووفروا أموالكم لشعبكم واقتدوا ب«هايكو ماس» إلا إذا كنتم تصفون وزير خارجية أضخم دولة أوروبية بالذباب الإلكتروني يا تلاميذ عزمي! *كاتب تونسي