كان دور الكويت ولا زال فعالاً في القضايا العربية منذ استقلالها عن بريطانيا في عهد أميرها الشيخ سالم الصباح، ولكنها تلقت ضربة عاصفة عندما احتلها الجيش العراقي في أغسطس عام 1990، فوجد الكويتيون أميراً وأسرة حاكمة وشعباً في المملكة العربية السعودية بيتهم الثاني، حتى أن الملك فهد، رحمه الله، قال: «نحن إنما نرد لهم الجميل، إذ إن الملك عبدالرحمن الفيصل وولده عبدالعزيز لجأوا إلى الكويت قبل استرداد المملكة العربية السعودية». وقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حين كان أميراً على منطقة الرياض بترؤس اللجنة السعودية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين، فكان خير نصير للقضية الكويتية بتعبير وكالة الأنباء الكويتية. وبحمد الله تمكنت المملكة العربية السعودية من إدارة الأزمة بل وقيادة سفينة الأحداث حتى عادت الكويت لأهلها وإلى الأسرة الحاكمة بعد الغزو العراقي الغاشم. وفي عام 1970، حين بلغت الأزمة الفلسطينية الأردنية ذروتها قرر الزعماء العرب في القاهرة حضور ياسر عرفات زعيم الفلسطينيين من الأردن، فخرج من عمّان بصحبة الشيخ سعد العبدالله الصباح ولي عهد الكويت. والعلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت راسخة الأخوة، وهما في خندق واحد، وتجيء زيارة الأمير محمد بن سلمان لتعميق وتمتين هذه الوشائج بين الدولتين في ضوء المستجدات العربية والإقليمية. ولا يملك المتابع للسياسة الكويتية إلا أن يقدر للكويت مواقفها من كافة القضايا العربية والإسلامية، فرغم ما حدث بين الكويتوالعراق فإن الكويت استضافت قبل أشهر مؤتمراً لإعادة إعمار العراق فارتفعت بذلك على الجراح. كما أن الكويت دعمت، في بداية تكوين مجلس التعاون الخليجي، ضم اليمن بشطريه إليه، وذلك عام 1982، قبل وحدة اليمن، ولو تم ذلك لتغيرت مجريات الأحداث الدامية التي شهدها هذا القطر العزيز. وحسبما جاء في «عكاظ» أول أمس، نقلاً عن وكالة الأنباء الكويتية، فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى الكويت تأتي للمرة الثانية بعد أن زارها في مايو 2015 عندما كان ولياً لولي العهد، واستقبله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وكبار المسؤولين، مؤكدة أنها تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين الكويت والسعودية الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا، نظرا لقربهما وللترابط الشعبي القائم بين البلدين، حيث امتازت العلاقات بين البلدين الشقيقين منذ مئات السنين وإلى اليوم بالتكامل والتعاون حتى أصبحت نموذجا للعلاقات الدولية ومثالاً يحتذى به بين دول العالم. السطر الأخير: قال أوس بن حجر: وإني أخوك الدائم الودّ لم أَحُل إذا ناب خطبٌ أو نبا بك منزلُ. * كاتب سعودي [email protected]