يُنهي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارته الكويت اليوم، في أعقاب جولة خليجية شملت أيضاً الإمارات وقطر والبحرين، التي حضر فيها القمة الخليجية ال37. وأكد مسؤولون كويتيون أن القمة السعودية- الكويتية التي جمعت الملك سلمان والشيخ صباح الأحمد «تناولت تقوية أواصر العلاقات الأخوية الوثيقة والروابط المتينة التي تربط بين البلدين والشعبين، وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، وتوسيع أطر التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك». وقال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح: «تم استعراض آفاق الدعم الخليجي الموحد لتحقيق المصالح المشتركة وتطلعات الشعوب الخليجية بما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء، والتنسيق المستمر في القضايا التي تهم دول مجلس التعاون الخليجي، كما تم بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية». وحضر خادم الحرمين وأمير الكويت ليل أمس، حفلة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، التي أقيمت لمناسبة زيارته البلاد، وأكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، الأهميةَ الكبرى التي تمثلها زيارة خادم الحرمين الشريفين للكويت، ليحل ضيفاً عزيزاً وكريماً على أمير الكويت وأبنائها. وقال أمس: «إن هذه الزيارة التاريخية تعد لقاء قمة بين زعيمي الأمة العربية وحكيميها، إذ تتجه إليهما أبصار وأفئدة العرب من المحيط إلى الخليج». وأوضح أن وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أعدا حفلة ترحيبية ثقافية مميزة، احتفاء بزيارة خادم الحرمين الشريفين الكويت، وإلى هذا المَعْلَم الثقافي الذي سيشرف بمقدمه، في زيارة هي الأولى لزعيم عربي كبير منذ افتتاحه في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تعبيراً عما يكنه أهل الكويت من اعتزاز ومحبة للسعودية وقيادتها الحكيمة». وأشار إلى أن «ذلك تؤكده وشائج القربى والتاريخ المشترك التي تبنتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إبان محنة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في الثاني من آب (أغسطس) 1990 حتى تحرير البلاد من براثنه، وما تلاها من دعم ومؤازرة في مرحلة إعادة البناء والإعمار». وحضر الملك سلمان ظهر أمس، حفلة غداء أقامها ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح. من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح، إن بلاده «تكن للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وشعبها الأبي أسمى معاني الحب والتقدير والاحترام»، مؤكداً أن «هذه الزيارة تعكس العلاقات الأخوية المتجذرة الوطيدة والروابط القوية والمتينة بين الكويت والمملكة العربية السعودية». وأضاف أن «زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز تتوج العلاقات المميزة بين البلدين، التي تعد نموذجاً يحتذى بفضل حكمة قائدي البلدين وجهودهما لتطويرها»، مشيراً إلى أن الشعبين يتطلعان إلى نتائج هذه الزيارة بما يحقق التطور والازدهار والخير لدول المنطقة كافة. واستذكر الشيخ محمد الخالد بالتقدير، المواقف التاريخية للمملكة تجاه الكويت وشعبها، وخصوصاً موقفها البطولي المشرف خلال الغزو العراقي في 1990، مشيراً إلى أن المملكة كانت الحضن الدافئ والملاذ الآمن والسند والعضد لأبناء الكويت. وأكد أن شعب الكويت لا يمكن أن ينسى مشاعر أشقائه في المملكة، التي عكست العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية، التي ستظل ماثلة دائماً في وجدان شعب الكويت الوفي لأشقائه والمحب لهم. وقال: «إن المملكة تمثل العمق الاستراتيجي للكويت، وهي الحصن المنيع في مواجهة أي مخاطر أو تحديات»، لافتاً إلى أن ثوابت التاريخ أكدت دائماً قوة روابط الدم والدين والأواصر الاجتماعية التي تجمع بين الشعبين.