بعد أن وجه هجوم أمس الأول على عرض عسكري في مدينة الأحواز الواقعة في جنوب غرب إيران، ووُصف بأنه من أسوأ الهجمات الداخلية ضد الحرس الثوري، لطمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية في وقت تعمل فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها حول العالم على عزل طهران للحد من مشاريعها التوسعية والإرهابية، توعد الحرس الثوري الإيراني أمس (الأحد) بانتقام وصفه بأنه «مميت لا ينسى» من منفذي الهجوم على العرض العسكري أمس الأول، والذي أسفر عن مقتل 25 شخصا غالبيتهم من أفراد الحرس. وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل إعلام حكومية «نظرا لمعرفة (الحرس الثوري) الكاملة بمراكز انتشار زعماء الإرهابيين المجرمين- على حد وصفه- فإنهم سيواجهون انتقاما مميتا لا ينسى في المستقبل القريب». فيما رفضت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة أمس (الأحد) اتهام إيران لواشنطن في هجوم العرض العسكري قائلة إن على الزعماء الإيرانيين النظر بشكل أكبر إلى الداخل. وأضافت لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية ردا على سؤال عن تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق أمس «إنه بحاجة إلى النظر إلى قاعدته لمعرفة من أي يأتي هذا. يمكنه أن يلقي باللوم علينا كما يريد. الشيء الذي يتحتم عليه أن يفعله هو أن ينظر إلى المرآة». وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد صرح في وقت سابق أمس متهماً الولاياتالمتحدة بأنها تريد إثارة انعدام الأمن في إيران، وذلك بعد يوم واحد من هجوم على عرض عسكري مما أسفر عن سقوط نحو 90 قتيلا وجريحا من أفراد الحرس الثوري الإيراني. كما اتهم روحاني في تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دولا خليجية وعربية تدعمها الولاياتالمتحدة بتقديم الدعم المالي والعسكري لجماعات مناهضة للحكومة منحدرة من أصول عربية. وفي سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس (الأحد) القائم بالأعمال الإماراتي بشأن تصريحات عن الهجوم في مدينة الأحواز بجنوب غرب البلاد. وقالت قناة (برس تي.في) الإيرانية الحكومية إن الإجراء اتخذ بسبب تصريحات أدلى بها مسؤول إماراتي لم تذكر اسمه ولم تورد مزيدا من التفاصيل. كما استدعت طهران أمس الأول ثلاثة دبلوماسيّين أوروبيين يُمثّلون الدنمارك وبريطانيا وهولندا بعد ساعات قليلة من حادثة الهجوم على العرض العسكري في الأحواز، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا». ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إنّ السفيرين الدنماركي والهولندي والقائم بالأعمال البريطاني تبلّغوا احتجاج إيران القوي على إيواء دولهم لبعض أعضاء من تدعي إيران بأنهم «المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي». وكانت حركة معارضة من أصول عربية في إيران تدعى «منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية»، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. كما أعلن أيضاً، تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها، فيما قُتل المهاجمون الأربعة الذين نفذوا الهجوم.