أسفر هجوم شنه مسلحون، استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأحواز جنوب غربي إيران، أمس، عن مقتل 24 شخصا، وإصابة أكثر من 60 آخرين، بينهم أطفال وصحفيون، فيما أعلنت المقاومة الوطنية الأحوازية مسؤليتها عن الهجوم. وقالت وسائل إعلام إيرانية عقب الحادث إن مسلحين هاجموا قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني خلال عرض عسكري في مدينة الأحواز ، وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا، بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقيةالإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988، ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حاكم «إقليم خوزستان»، علي حسين حسين زاده، قوله «إن مسلحين اثنين قتلا، واعتقل اثنان آخران»، كما نقلت الوكالة عن مسؤول إيراني قوله إن أربعة مسلحين شاركوا في الهجوم.
قتلى الحرس الثوري أشارت وكالة «تسنيم» إلى مقتل 8 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، في حين أفادت أنباء محلية بمقتل الحارس الشخصي لقائد قوات الحرس الثوري في محافظة خوزستان الإيرانية، بينما أفادت وكالة «فارس» بوقوع 20 جريحا. ونشرت وكالة أنباء «إسنا» شبه الرسمية صورا لآثار الهجوم، حيث بدا جنود بالزي العسكري وملابسهم مخضبة بالدماء، يقومون بمساعدة بعضهم بعضا على الابتعاد. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو آخر، يظهر إطلاق النار وصرخات الجنود والانبطاح على الأرض هربا من مصادر النيران. ونقل التلفزيون عن مراسله قوله: «بدأ إطلاق النار من قبل عدة مسلحين من وراء المنصة أثناء العرض، هناك قتلى ومصابون كثيرون»، متهما «عناصر من مدينة الأحواز، وهي مركز إقليم خوزستان، وشهدت احتجاجات متفرقة للأقلية العربية في إيران. وقالت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء إنه حدث إطلاق نار أيضا بعد الهجوم أثناء ملاحقة بعض المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار.
روحاني يغادر قالت مصادر إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، غادر العرض العسكري المماثل في طهران بعد نبأ الهجوم المسلح في الأحواز، فيما اتهمت إيران ما أسمته «نظاما أجنبيا» تدعمه الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء الهجوم . وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر أن «إيران سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن أرواح الإيرانيين»، واتهم الحرس الثوري المهاجمين بأنهم مرتبطون بمجموعة انفصالية عربية. يذكر أن الرئيس الإيراني كان أعلن في وقت سابق، أمس، خلال إحياء البلاد ذكرى الحرب الإيرانيةالعراقية، أن بلاده لن تتخلى عن الصواريخ، مشددا على أن «إيران لن تتخلى عن أسلحتها الدفاعية، بما في ذلك صواريخها التي تجعل الأميركيين غاضبين جدا»، كما تعهد الرئيس الإيراني بألا تتخلى طهران عن صواريخها على الرغم من الضغوط الأميركية.
إغلاق منفذين حدودين أغلقت إيران منفذين حدوديين مع العراق بعد هجوم الأحواز، وأكدت مصادر في هيئة المنافذ الحدودية العراقية إغلاق إيران منفذي الشلامجة والشيب البريين مع العراق، موضحة أن الجانب الإيراني قرر إيقاف حركة المسافرين، ووقف التبادل التجاري عبر المنفذين، عقب الهجوم. وأشارت إلى أن إيران لم تعلن موعدا محددا لاستئناف العمل عبر المنفذين. يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر ميدانية للمكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، نظرا لإصابة العشرات ممن كانوا على منصة العرض العسكري أثناء تنفيذ العملية . وأشارت المصادر إلى أن من بين من كانوا على المنصة أثناء استهدافها أعضاء في مجلس الخبراء وضباط وعناصر من الحرس الثوري ومسؤولون عسكريون إيرانيون كبار .
لامدنيين بين القتلى حسب المصادر الأحوازية فإنه لم يصب أو يقتل أي مدني خلال العملية لأن منصة العرض العسكري المستهدفة كانت تعج فقط بمسؤوليين وضباط وعناصر من العسكريين الإيرانيين، وكانت تبعد ما لا يقل عن خمسمائة متر من مكان تواجد المدنيين، نافية بذلك ما تروجه وسائل دعاية النظام الإيراني بشأن وجود مدنيين بين القتلى أو الجرحى، الأمر الذي نفته كل المصادر الميدانية وشهود العيان . وأكد رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب جبر، أن استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري في الأحواز من قبل المقاومة الوطنية الأحوازية يأتي في إطار الدفاع عن النفس وضد ميليشيا عسكرية إرهابية مصنفة على المستوى الدولي.
تداعيات الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة العرض العسكري
مسؤول إيراني قال إن أربعة مسلحين شاركوا في الهجوم الرئيس الإيراني يغادر عرضا عسكريا مماثلا في طهران إيران تتهم ما أسمته «نظاما أجنبيا» تدعمه أميركا بالوقوف وراء الهجوم المقاومة الوطنية الأحوازية تعلن مسؤليتها عن الهجوم