تجاهلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال القمة في مدينة سالزبورغ النسماوية، رافضة مصافحتها. وأشارت مجلة «إكسبرس» إلى أن ميركل صافحت جميع السياسيين، لكنها تعمدت تجاهل ماي. ووفقا للصحيفة، فإن ميركل قررت بهذه الطريقة الانتقام من رئيسة الوزراء البريطانية بسبب الخروج من الاتحاد الأوروبي. كما نوهت المجلة بأن ماي قد تغادر منصبها في القريب العاجل، إذ تتناقل وسائل الإعلام البريطانية أنباء حول عدم رضا المحافظين عن فشلها في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهناك 27 مرشحا لشغل منصبها، بينهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن مقترحات ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي انهارت بعد ما وصفته بالمذلة أمام قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة غير رسمية في مدينة سالزبورغ. وبعد مأدبة عشاء في سالزبورغ، قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم سيسعون من أجل التوصل إلى اتفاق الانسحاب الشهر القادم لكنهم حذروا ماي من أنها إذا لم تقدم تنازلات بشأن التجارة والحدود الأيرلندية بحلول نوفمبر فإنهم على استعداد للتأقلم مع خروج بريطانيا دون اتفاق. ورأت وسائل الإعلام البريطانية في ذلك رسالة واضحة، حيث كتبت صحيفة ديلي ميرور في صفحتها الأولى «انكسرت خطتك للانسحاب»، ونشرت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى صورة تظهر فيها ماي ترتدي سترة حمراء وتقف وحدها بمعزل عن جمع من قادة الاتحاد في ملابسهم الرسمية. وكتبت صحيفة جارديان «ماي تتعرض لمذلة» بينما جاء عنوان صحيفة تايمز «إذلال ماي». وقالت صحيفة فاينانشال تايمز «آمال ماي لقمة سالزبورغ تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد الأوروبي لخطة تشيكرز». أما هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) فقالت «رئيسة الوزراء تواجه إعراضا محرجا في سالزبورغ». وتنم العناوين السلبية عن مدى اختلاف التصورات بين لندن وعواصم الدول السبع والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الانسحاب من التكتل. وذهبت صحيفة صن إلى أبعد من ذلك قائلة «فئران الاتحاد الأوروبي القذرة.. غوغاء منطقة اليورو ينصبون فخا لماي». كما نشرت صورة ساخرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على هيئة اثنين من رجال العصابات الأمريكية المسلحة. وقال ماكرون صراحة إن مقترحات ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمعروفة باسم (تشيكرز) نسبة للبيت الريفي الذي أقرت فيه الحكومة البريطانية الخطة في يوليو الماضي «غير مقبولة». وسعى جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إلى التخفيف من أي شعور بالأذى لكنه دعا إلى توخي الحذر وشبه بريطانيا والاتحاد الأوروبي بالقنفذين المتحابين. فيما اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن رد الاتحاد الأوروبي على خطتها المتعلقة باتفاق بريكست «غير مقبول» وأقرت بأن المباحثات وصلت إلى «طريق مسدود». وقالت ماي في بيان متلفز أمس (الجمعة) من مقر الحكومة في داوننغ ستريت «ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية وما هو البديل الذي يقترحونه حتى نتمكن من مناقشتها».