اعتبر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى حادثة إدراج صورة بالخطأ في أحد المقررات الدراسية للعام الدراسي الماضي نقطة تحول في مسيرة تطوير المناهج الدراسية. وأكد في رده على أسئلة «عكاظ»، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس (الخميس) في الوزارة، عقب تدشين معرض «تطوير الكتاب المدرسي»، بحضور عدد من قيادات الوزارة، وشركة تطوير، أن المسؤولية في تلك الحادثة تقع مشاركة على وزارة التعليم والمطابع؛ إذ كانت هناك صورة غير واضحة وطلب المشرفون على المطابع من الزملاء في الوزارة اختيار أخرى بديلة فأخذوا صورة من الإنترنت دون التدقيق في محتواها. ولفت إلى أن عملية تطوير المنهج تحتاج لجهد كبير ولها متطلبات دقيقة مرتبطة بالسياسة التعليمية والجوانب التربوية والمستوى العلمي المنشود والعمر لكل طالب في المراحل المختلفة. وقطع العيسى بأن جميع المناهج السعودية تحظى بحصانة كبيرة ولا تحمل أي فكر إخواني سواء الكتب الدراسية السابقة أو الحالية، مبينا أن الاهتمام كبير بالتزام المعلمين بتوجهات المملكة. ونوه إلى أن اختيار الشخصيات السعودية المضمنة في المناهج، التي بلغت 70 شخصية، يحدده مدى خدمتها ورؤيتها الوطنية، وذلك لا يمنع إضافة شخصيات جديدة لها حضور في خدمة الوطن حسب سياق المنهج الدراسي. وحول تأخر الكتب الدراسية، قال وزير التعليم إن التأخير حصل في كتب المقررات في الثانوية العامة، وكتب المدارس العالمية لأسباب تقنية؛ لأن اللجان التي كانت تعمل على تطوير المناهج تأخرت في تسليم المطلوب منها، وتم توفير كتب إلكترونية في المدارس لمواجهة الوضع، ويجب ألّا تعتمد العملية التعليمية على الكتاب، ونطمح في المستقبل لإلغاء الكتاب المدرسي وتوفير مصادر للمعلومة، مبينا أن هناك 57 ألف تعديل أدرجت في المناهج الدراسية. وفي ما يخص صيانة المدارس، قال العيسى: «الصيانة من الأمور المهمة والمتعبة في الوقت نفسه، فلدينا 33 ألف مدرسة، وهناك كثير من المعوقات، منها توفير إمكانات كافية للمدارس وبعضها مستأجرة وأخرى حكومية قديمة تتطلب اعتمادات كبيرة للتأهيل والصيانة، وبدأنا هذا العام إسناد الصيانة لشركة تطوير للمباني، ولكن لا بد من وجود حلول أكثر». وكشف وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عن إيقاف طباعة كتب النشاط لهذا العام وخفض تكلفة طباعة الكتب بعد توظيف التقنية؛ إذ كانت تصل تكلفة طباعتها إلى نحو 460 مليون ريال سنوياً. وأضاف أن المنهج ليس مرحلة تتوقف عند حد معين، بل تتطلب العناية بكل العناصر المرتبطة به من ناحية المحتوى بحسب المواد التي تدرس، والقدرة على التأثير ووصولها للطالب وسهولة الاستيعاب، والتقويم والتحصيل الدراسي. وأضاف: في المرحلة القادمة علينا أن نخرج العملية التعليمية من محدودية الكتاب المدرسي إلى آفاق أوسع ومواد أكبر من مجرد ما يحتويه الكتاب من معلومات، مشيرا إلى إيجاد كتاب تفاعلي ينقل الطالب والمعلم إلى بيئة تعليمية أكثر ثراء وتوسعا، مفيدا أن تطوير الكتب الدراسية شمل المحتوى والشكل والإخراج والقدرة على التواصل بين المعلم والطالب، وسيكون هناك تقويم لهذه التجربة. وأوضح العيسى أن جميع عمليات التطوير تمت وفق إستراتيجية سعت من خلالها الوزارة لإحلال التقنية في التعليم وخلق بيئة تعليمية قادرة على مواكبة التطور التقني المتسارع. من جانبه، كشف الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد الزغيبي، أن الأبرز في الكتب المدرسية هذا العام هو دمج التقنية في 160 ألف صفحة من صفحات الكتب ما يمكن الطلاب والطالبات ومعلميهم على حد سواء من الإفادة من المحتوى التفاعلي عن طريق تقنية الباركود وكذلك تقنية الواقع المعزز بواقع 100 تجربة تفاعلية في مواد العلوم وإضافة نصوص الاستماع الصوتية وتضمين الإنتاج الأدبي السعودي، وإضافة عدد من إسهامات العلماء الشرعيين وعلماء التخصصات العلمية، والفنانين التشكيليين السعوديين. وأضاف أن الكتب ضمت ما يصل إلى 4500 رسمة وصورة تخدم التعليم والتعلم، ليبلغ ما تم تعديله 57 ألف تعديل على 700 كتاب مدرسي من خلال 120 ألف عملية مراجعة، كما تم تحليل رؤية 2030 لتتم إضافة أكثر من 300 معلومة يجب أن يعرفها الطلاب وحملت الكتب المشاريع الإستراتيجية كمشروعي نيوم والبحر الأحمر وغيرها من المشاريع الوطنية. وأبان الزغيبي أن من الإضافات الجديدة التي تضمنتها الكتب المدرسية عرضا لإنجازات العلماء والأدباء والفنانين التشكيليين السعوديين بواقع أكثر من 70 عالما وأديبا وفنانا، مع أبرز إنتاجاتهم في الكتب المدرسية. ونوه بأن لجان تطوير الكتب المدرسية لم تغفل الطلاب المكفوفين، إذ أتاحت لهذه الفئة نسخة موائمة لهم بصيغة «لغة برايل» لجميع الكتب المحدثة لتشمل كتب المرحلة الابتدائية بتحويل 7402 صفحة لتكون 80 مجلدا، وفي المرحلة المتوسطة تم تحويل 140 مجلدا بصفحات بلغت 12800 صفحة، وفي المرحلة الثانوية 18510 صفحات ل 205 مجلدات.