لو بحثنا عن عنوان عريض يصف الفترة الواقعة بين 23 سبتمبر 2017م واليوم الوطني الحالي، لن نجد أفضل من جملة «عام الأفراح» التي تجسد بدقة القرارات التاريخية، والإنجازات الفريدة، والأحداث المعطرة بالبهجة والسعادة التي سبقت إضاءة الشمعة 88 في تاريخ وطن العز والمجد. عام استثنائي يحمل ذكريات جميلة وقصصاً رائعة، تذكرنا بالقرارات الشجاعة التي أقدم عليها مؤسس هذه البلاد، ظاهرة القرن العشرين، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، عندما أبهر العالم كله وهو يجمع شتات قبائل متناثرة ومناطق صحراوية قاحلة، ويحولها إلى دولة عملاقة تقود العالم العربي والإسلامي وتصبح الرقم الأهم بمنطقة الشرق الأوسط. الفرحة الكبرى في رأيي الشخصي تمثلت في الظهور الفخم ل «نيوم» مدينة المستقبل السعودية، التي احتضنت للمرة الأولى في تاريخها ملك الحزم والعزم وقائد مسيرة التنمية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما ترأس اجتماع مجلس الوزراء على أرضها الذهبية وقضى إجازته السنوية في جوها العليل، واستقبل الرئيسي المصري عبدالفتاح السيسي في رسالة واضحة أكدت قدرة الإنسان السعودي على التحدي والإنجاز السريع والمبهر في ظل رؤية 2030 التي أرست مرتكزاتها بسرعة كبيرة على أرض الواقع. لن نعود إلى الوراء كثيراً، فقد كتبت حكومتنا الرشيدة خلال الشهور الماضية ميلاداً جديداً للمرأة القوية «المنتصرة»، بقرار تاريخي ستظل تذكره الأجيال المقبلة على مدار عقود عديدة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة بعد سنوات طويلة من الترقب والانتظار، لتصبح السعوديات اللاتي يشكلن 51% من عدد سكان المملكة شريكاً أساسياً في التنمية، ولاعباً رئيسياً في صناعة وطن طموح ينهض بقوة الصاروخ ويتحول في اتجاه العلم والمعرفة، متجاوزاً كل التحديات التي شكلت عائقاً كبيراً نحو التنمية. توالت خلال العام الماضي القرارات التي تعزز من مكانة المرأة وتدفعها للمشاركة في البناء والتشييد، حيث بات بإمكانها أن تقود سيارة وتكسب رزقها بنفسها، بعد شهور قليلة من احتفالها بدخول الملاعب والتواجد في المدرجات خلال مباريات كرة القدم وجميع الرياضات، وقبلها أزالت حكومتنا الرشيد بشجاعة تحسب لها كل العقبات التي تقف في طريق المرأة وتعطل مسيرتها التنموية في جميع القطاعات. قاد حفيد المؤسس الأمير محمد بن سلمان الحياة من جديد إلى مفاصل الدولة، ولم يكتفِ بالقضاء على الفساد، بل تتبعه بإنهاء حالة الملل والخمول التي أصابت الجهاز الإداري على مدار سنوات طويلة، وبعث رسالة واضحة للمسؤولين ورجال الأعمال وكل من يقدم خدمات للمواطن بأنه لن يتم التستر على أحد وستتم محاربة الفساد بكل أشكاله، لتزداد الفرحة بتعافي الاقتصاد السعودي واسترداد المؤشر الأخضر رحلة الصعود ليعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم 20 دولة متصدرة الاقتصاد العالمي. الإنجازات التي صنعتها الإرادة السعودية القوية الشابة لا يمكن حصرها، واليوم الوطني فرصة جيدة للوقوف عند النقاط المضيئة، ومعالجة السلبيات التي قد تظهر في عملية التطبيق، لكن الأهم في نظري أن تستمر الابتسامة مرسومة على وجوه السعوديين، وتتواصل الأفراح بمشيئة الله. * رئيس بلدية صامطة [email protected]