لم يعد المغرب يواجه جبهة البوليساريو التي تنازعه حقه في الصحراء التي استرجعها من الاستعمار الإسباني عام 1975، بل أصبح يواجه تكتيكا إيديولوجيا عدوانيا مشبعا بالحقد والكراهية من إيران، تكتيكا يشبه ذاك الذي تواجهه المملكة بحزم وحكمة. وكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة المغربية، ناصر بوريطة، أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها ل«البوليساريو» من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بواجهة «للهجوم الذي تشنه طهران في أفريقيا». وأوضح بوريطة في حديث للموقع الإخباري الأمريكي «بريتبار»، نشرت فحواه الوكالة الرسمية للأخبار المغربية أمس الأول، أن «إيران ترغب في استخدام دعمها للبوليساريو لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب أفريقيا، وخاصة في الدول الواقعة بالساحل الأطلسي». وأبرز رئيس الدبلوماسية في المغرب، أن «البوليساريو» ليست سوى جزء من نهج عدواني لإيران تجاه شمال وغرب أفريقيا، مشيرا إلى أن الجبهة الانفصالية المنازعة للمغرب حول الصحراء، تعد منظمة جاذبة بالنسبة لطهران وحزب الله، محذرا من الارتباط القائم بين حزب الله و«البوليساريو»، الذي يكتسي، في نظره، طابعا «جد خطيرا» بالنسبة لشمال أفريقيا، موضحا أن «البوليساريو»، التي تعتبر حركة عسكرية، تمثل «عاملا إيجابيا لإيران لكونها تعرف المنطقة، وأنهم، أي البوليساريو، مهربون وملمون بالطرق». وأشار إلى أنه، وبالنظر إلى الدور المركزي الذي أضحت تلعبه «البوليساريو» في الجهود التي تبذلها طهران بشمال وغرب إفريقيا، وفي ضوء دعم إدارة جورج بوش السابقة في 2006 لمخطط الحكم الذاتي، فإنه «من الحيوي بالنسبة لإدارة ترمب اتخاذ خطوات ملموسة لتيسير تطبيق هذا المخطط». ولفت إلى أن إيران حاولت إيجاد حضور لها في المغرب، قائلاً «اليوم، الإيرانيون يقومون بنفس الجهود بباقي دول شمال إفريقيا. ويستقطبون بعض شبابنا عن طريق تمكينهم من منح دراسية»، مضيفا أن طهران تطلق أعمالا تبشيرية لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لاسيما في بلجيكا.وخلص الدبلوماسي المغربي إلى التأكيد على أن حزب الله يشكل«تهديدا» على أفريقيا، معربا عن اعتقاده بأنه لا ينبغي أن نقلل من شأن ما تفعله إيران في أفريقيا جنوب الصحراء عبر مبادرات ذات صبغة مالية.