•• عودنا مخرجو التلفزيون الأوائل الذين تركوا بصماتهم الفنية ومبادراتهم غير المسبوقة في التلفزيون السعودي، عودونا على إبداعاتهم في إخراج الأناشيد والأغاني الوطنية، وأرجو أن لا تخونني ذاكرتي وتتأثر بسني المتقدمة عندما أذكر أن من أولئك المخرجين المبدعين الأخ محمد العتيبي، وهو من الرعيل السابق من رجالات التلفزيون، وقد أخرج مقدمة نشرة الأخبار في التسعينات، ووضع بصمته الرائدة في إخراج الأناشيد الوطنية، حيث تصاحب الصورة كلمات النشيد أو الأغنية فنتغنى بالكلمات، ونستمتع باللحن والأداء ونشاهد لقطات لنهضة بلادنا من جميع المناطق، والتي تغلب عليها النهضة العمرانية، وتتكثف تلك الأغاني والأناشيد في المناسبات الوطنية التي يفخر فيها المواطن ببلده وما وصلت إليه، وقد استمر النهج الذي بدأه محمد العتيبي حتى اليوم، والذي أعتقد فيه أن بلادنا والحمد لله قد تجاوزت العمران والحدائق والشواطئ إلى صور جديدة وعديدة ومتنوعة، وأذكر منها على سبيل المثال جهود الدولة والمواطنين ورجال الأمن في مواسم الحج والعمرة، وكذلك النشاط غير المحدود والوجه الجلي النقي الذي يعكسه أبناؤنا وبناتنا في كليات ومستشفيات الجامعات، حيث تُسرُّ العين لرؤيتهم وهم يتحركون بلباسهم الطبي وكأنهم ورود في بستان نضير، هذا غير شبابنا وشاباتنا في حقول المعرفة والعمل المتنوع ومتعدد الأغراض والوظائف، وهناك صور ولقطات أخرى نفخر بها دولة وشعبا، ولا يمل الإنسان من النظر إليها، كما أنها تساهم في إظهار الوجه الحقيقي لبلادنا، الوجه المشرق الذي يعكس نهضة وطن وتقدم أمة، واستغلال للثروة التي انعكست على كامل مساحة الوطن وعلى كافة أبنائه الذين يحق لهم أن يفخروا بما زرعه الآباء والأجداد، وبما نجنيه اليوم من نجاح يصعق دعاة الفتنة، ويدوس على الحاقدين، ويخرس الألسن الموتورة، ويصفع الأبواق المأجورة، سواء تلك التي باعت الوطن وخانته وتنكرت لفضله عليهم، أو أولئك الذين باعوا أوطانهم وذممهم فأصبحوا أجراء لدى أجهزة الكذب وإعلام التزوير والتزييف، وغدوا كالسائبة في شوارع وأزقة وفنادق ومقاهي لندن وباريس وإسطنبول وبيروت ينتظرون هذه القناة أو تلك كي يؤجروها حناجرهم الموبوءة وأصواتهم العفنة. الوجه الحقيقي لوطننا مسؤولية كل مواطن شريف، كما أنه أيضا مسؤولية الإعلام وكل من له يد فيه، وخصوصا أولئك المخلصين الذين نسعد بهم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أخذوا على عاتقهم مسؤولية الرد على الأكاذيب وإسكات أصوات الحمقى المأجورين، تلك الأصوات التي لا تخجل من صناعة التزييف وافتراء الأكاذيب وقلب الحقائق بكل وقاحة وبجاحة.