«خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب» بهذه الكلمات وصفت حاجة مغربية ل «عكاظ» وقائع حربها الضروس مع «الحظ والقرعة» في بلادها، تلك المعارك التي دارت رحاها على مدار 27 عاما، ظلت خلالها السيدة المغربية صامدة لم تستسلم قط، متسلحةً بالإصرار والدعاء. أسفل كبري الملك خالد في مشعر منى، تحلق مجموعة من حجاج دولة المغرب، جذبنا إليهم شعاع ابتساماتهم المشرقة، لتتحدث الحاجة جميلة (58 عاما) ل«عكاظ»: أديت مناسك الحج، عندما منّ الله علي وانتصرت على «الحظ وقرعة الحج»، بعد أن عانيت مرات كثيرة من عدم خروج اسمي في القرعة خلالها. وتضيف «يعتريني الحزن بعد كل عام يهزم الحظ فيه اسمي إلا أنني أستعيد قواي، وألملم أحزاني، حاملة سلاحي (الإصرار)، لأسجل اسمي في قرعة الحج من جديد، وأبدأ خوض غمار معركة جديدة، كلي ثقه بأن الانتصار سيكون حليفي هذه المرة». في عام 2014 كانت المعركة التي كادت أن تقصم ظهر جميلة، فلم يخرج اسمها وهي قد تجاوزت ال50 عاما، حزنت كثيراً وبدأ مخزون سلاح الإصرار ينفد، أصبت بنوبة حزن لازمتني لأشهر. تقول الحاجة جميلة: استعدت مع الأيام قواي، ورتبت صفوفي وجمعت أسلحتي «الإصرار، الصبر، الدعاء» لأدخل معركة الحسم فإما أن أنتصر وأقبل بالقرعة لأحج البيت العتيق، أو أخسر إلى الأبد، دخلت هذه القرعة وأعلنت الأسماء الفائزة ليكون اسمي من بينها، لأنهي بذلك فصول «أزمة الحظ».