غادر عدد كبير من الحجاج المتعجلين مخيماتهم في مشعر منى أمس (الخميس) في ثاني أيام التشريق، بعد رمي الجمرات الثلاث بلا عوائق أو إشكالات، مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى، ثم جمرة العقبة. وتوجه المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع بعد أن تدفقت جموعهم على منشأة الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة في وقت يسير، وسط تنظيم صارم ودقيق استهدف توفير أقصى درجات الأمان والسلامة لمئات الآلاف من الرماة. ورصدت «عكاظ» قبيل ظهر أمس تحركات قوافل الرحمن من مخيماتهم في منى إلى منطقة الجمرات وأدوارها ال5 في التزام تام بالمسارات المحددة في الذهاب والعودة إلى المخيمات أو إلى المسجد الحرام في مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع للمتعجلين. وعزت جموع الرماة نجاح خطوة التفويج إلى منشأة الجمرات إلى الخطط الأمنية الدقيقة بتحديد المسارات المتعددة للرماة، وأخرى للعائدين تحت إشراف رجال قوات أمن الحج والمرور والكشافة السعودية والدفاع المدني، إلى جانب مختلف الجهات المشاركة في أعمال الحج، إذ عمل نحو ربع مليون شخص في خدمة الحجاج وتقديم كافة التسهيلات لهم ولم تسجل أي حالات اختناق أو تدافع في الجسر أو محيطه، في الوقت الذي تمركزت فيه سيارات إسعاف تتبع وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي في محيط الجمرات للتدخل السريع إن لزم الأمر. وتزامنا مع مغادرة المتعجلين توزعت فرق المرور على كافة المحاور في المشاعر المقدسة وشوارع مكةالمكرمة المؤدية إلى جدة وبقية المدن، فيما انتشر رجال المرور في دوريات متحركة لضبط حركة السير وتفكيك الاختناقات، وتوجيه السيارات إلى المسارات، فيما تمركزت فرق متعددة في محيط المسجد الحرام لتسهيل عبور الطائفين. ورصدت «عكاظ» تمركز قوات الدفاع المدني في مختلف المواقع للتعامل مع أي طارئ، مع انتشار أفراد من الكشافة والمتطوعين في مواقع عدة لإرشاد التائهين وإيصالهم إلى مقراتهم، ونجحت الفرق التطوعية المكونة من شبان وفتيات في التعامل مع الحالات الطفيفة وتقديم العون الطبي والإسعافي لها.