سيطر رجال الإطفاء في البرتغال على حريق هائل يكافحونه منذ أسبوع في منطقة مونشيكي بجنوب البرتغال، لكنهم يبقون في حالة تأهب قصوى خوفا من أن تستعر النيران من جديد، كما أعلنت إدارة الدفاع المدني. وعلى بعد آلاف الكيلومترات، في كاليفورنيا أدى الحريق «كار» المشتعل منذ 23 يوليو إلى مقتل شخص هو رجل في فرق الإطفاء يعمل ميكانيكيا للمعدات، الخميس في حادثة سير كما قالت إدارة الإطفاء في الولاية "كالفاير". وأعلنت باتريسيا كاسبار الناطقة باسم السلطة الوطنية للدفاع المدني في البرتغال مساء الخميس «يمكننا القول إنه تمت السيطرة على الحريق». وأضافت أن «خطر الحرائق ما زال كبيرا» بسبب الظروف الجوية غير المؤاتية «مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة في الهواء» متوقعين في الساعات القادمة. وما زال أكثر من 1300 محترف تساعدهم أربع طائرات يعملون في المكان. وكانت كاسبار أعلنت قبل ساعات أن "حدة الرياح تراجعت. لم يعد هناك جبهة نشيطة لكننا سنبقى متيقظين لأن خطر حدوث حريق سيبقى مرتفعا الجمعة". وواصلت طائرات رش المياه والروحيات حتى المساء رحلات الذهاب والإياب بين البحر والجبال للسيطرة على الحريق الذي أدى إلى تدمير نحو 27 ألف هكتار من الأراضي. وسمح الهدوء بعد ظهر الخميس للقرويين بمغادرة المدارس والمراكز الرياضية ومراكز الإيواء في المنطقة للعودة إلى بيوتهم. واضطر رجال الإطفاء والدرك ليقوموا ليل الأربعاء/الخميس بإجلاء سكان بلدات قريبة من مدينة سيلفيس التي يقترب منها الحريق. وروى جيري إتكنيز (80 عاما) وهو إنكليزي يعيش بالقرب من سيلفيس "كان الأمر مخيفا جدا لأن الشرطة ورجال الإطفاء نزلوا في شوارعنا الصغيرة ولم يكن لدينا كهرباء لساعات طلبت منا الشرطة أن نستعد لإجلائنا وهذا ما فعلناه كنا نراقب الحريق كل هذا كان متعبا". ومنذ اندلاعه، أسفر الحريق عن جرح 39 شخصا أحدهم إصابته خطيرة. وقالت باتريسيا غاسبار إن "21 منهم هم من رجال الإطفاء". وتم إخلاء مئات من السكان والمصطافين من محيط مونسيكي التي يبلغ عدد سكانها ستة آلاف نسمة وتقع على بعد 164 كيلومترا إلى الجنوب من لشبونة. وتشهد هذه المنطقة المرزوعة بأشجار الصنوبر والصبار القابلة للاشتعال بسرعة وتقطعها وديان وعرة، حرائق باستمرار. وقالت كونسيساو كروز التي تعمل ممرضة في أحد مراكز الإيواء في مدينة بورتيماو المجاورة إن "مونشيكي تشبه إلى حد ما فنجانا. حتى الآن أحرقت النيران محيطها لكن هذه المرة اشتعلت في الداخل، لذلك صدم السكان". ووصل دخان الحريق إلى شواطئ الغارف لكن الرياح التي كانت تعصف باتجاه الشمال سمحت بتبديدها الخميس. وأجبر تقدم الحريق السلطات على إجلاء 29 من حيوان الوشق الايبري من مركز تكاثر هذا النوع المهدد بالانقراض، حسبما أعلن معهد حماية الطبيعة والغابات في بيان. وكانت الحكومة اتخذت إجراءات واسعة هذه السنة في جميع أنحاء البلاد لتجنب تكرار الحرائق المفجعة التي حدثت في 2017 وأسفرت عن سقوط 114 قتيلا. لكنها واجهت انتقادات لتقصيرها في تنسيق عمليات الإغاثة. وفي إسبانيا حيث يكافح أكثر من 700 رجل إطفاء حريقا في منطقة فالنسيا يهدد بالتقدم باتجاه منتجع غانديا، تأمل السلطات في استبعاد هذا الخطر. وقال مدير وكالة الحالات الطارئة في فالنسيا خوسيه ماريا انخيل إن الحريق «استقر» وعبر عن أمله في تحسن خلال نهار الجمعة. وتبين أن النيران اشتعلت بسبب البرق الذي حدث خلال عاصفة كهربائية الاثنين. وارتفعت حصيلة ضحايا موجة الحر في إسبانيا منذ أسبوع إلى 10 قتلى مع تأكيد وفاة رجل في الحادية والأربعين في ضربة شمس في كاتالونيا. وفي كاليفورنيا أدى الحريق «كار» إلى موت ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الإطفاء. وقد دمر نحو 72 ألف هكتار من الأراضي ولم يتم السيطرة سوى على 48% منه، حسب آخر حصيلة نشرها مركز مكافحة الحرائق في الولاية «كالفاير» مساء الخميس. ولقي رجلا إطفاء آخران مصرعهما في الأسابيع الأخيرة في الحريق «فرغوسن» جنوبا، الذي أدى إلى إغلاق جزئي لمحمية يوسيمايت الوطنية. وأخيرا، أصبح الحريق الذي يطلق عليه اسم «ميندوسينو كومبليكس» ويتألف من بؤرتين في شمال الولاية، منذ مساء الاثنين الأوسع في التاريخ الحديث لكاليفورنيا. وكان صباح الخميس يمتد على مساحة تزيد على 123 الف هكتار وتمت السيطرة عليه بنسبة 51%.