في الذكرى ال78 لميلاده، عاد طلال مداح ليطل بتاريخه الفني الثري من نافذة أشهر محركات البحث العالمية «قوقل»، حين اختارته أمس على صدر الواجهة الرئيسية، فأضاء الطلاليون شموع ميلاده على نحو استثنائي تداعت معه أبرز محطاته الفنية الخالدة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للاحتفال بصوت الأرض بالسباق على تداول أهم أعماله وتصريحاته وقصة كفاحه التي ربعته على عرش الأغنية الخليجية. غنى طلال لأول مرة في حفلة خاصة 1380 هجرية، وكانت نقطة التحول في الأغنية السعودية حين سمعه مراقب عام الإذاعة آنذاك عباس غزاوي، فقدم له الدعوة للذهاب إلى مدينة جدة للمشاركة في مسرح الإذاعة. آثر -وهو في العشرين من عمره- أن يتفرغ للفن ويترك العمل في بريد الطائف، وسجل أول أغنية عاطفية للإذاعة «وردك يا زارع الورد»، ولفتت الانتباه باعتبارها اللحن الثاني له بعد أغنية «شفت القمر في المرايا».حمل على عاتقه إيصال الأغنية السعودية إلى خارج الحدود بدءاً من لبنان في عام 1982، وسجل أول أسطوانة بعد أن تعاون مع الملحنين «عمر كدرس» و«عبدالله محمد» و«فوزي محسون» وقدم أعمالاً من ألحانه منها «سويعات الأصيل» و«أهل الهوى»، وتعامل مع رموز الشعر في ذلك الوقت الأمير عبدالله الفيصل الذي دعمه في بداية مشواره الفني والأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، كما تعاون مع شعر الأمير خالد الفيصل، وكل من الشعراء لطفي زيني وسعيد الهندي وخالد الزارع وثريا قابل وغيرهم، في عام 1384ه أسس شركة أسطوانات «رياض فون» مع الفنان لطفي زيني التي أغلقت أبوابها مع ظهور الكاسيت، في عام 1396ه أطلق أشهر أغانيه من القاهرة «مقادير» من كلمات محمد العبدالله الفيصل وألحان سراج عمر. اسمه الحقيقي طلال بن عبدالشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، مواليد مكة 1940، تولى تربيته منذ ولادته زوج خالته علي مداح، فسمّاه طلال مداح، وسجله في حفيظة نفوسه وجواز سفره باسم طلال علي مداح. عُرف بألقاب عديدة منها الحنجرة الذهبية، وقيثارة الشرق، وصوت الأرض، وفارس الأغنية السعودية، وفيلسوف النغم الأصيل، له تأثير هائل على الثقافة العربية في القرن ال20 وهو رائد الحداثة بالأغنية السعودية. شارك في حفلات مهرجان الجنادرية منذ عام 1409، وأسهم في نجاح جميع المهرجانات داخل المملكة منذ عام 1380 إلى عام 1421. كما شارك في العديد من المهرجانات في الخليج العربي ومصر وسورية ولبنان والجزائر وتونس وليبيا. وكبداياته الاستثنائية على خشبة المسرح، كان رحيله استثنائياً حين توفي في شهر أغسطس عام 2000 على مسرح المفتاحة في مدينة أبها، محتضناً عوده ومودعاً جمهوره في مشهد مؤثر.