قصر القامة هو أن يكون الطول أقل من 3% من منحنى الطول الطبيعي للطفل، وإن قصر القامة مشكلة شائعة عالمياً ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل، وهناك أسباب لقصر القامة منها عوامل مرضية وتتمثل في نقص الإفراز في هرمون النمو، ونقص هرمون الغدة الدرقية، المسؤولة عن إفراز هرموني الغدة الدرقية T4 وT3 وهما هرمونا الثيروكسين والثيرونين، ومن أسباب قصر القامة زيادة إفراز الغدة الكظرية فوق الكلوية، فإذا زاد إفراز هرمون الكورتيزون أو كان الطفل يعاني من أمراض تستوجب العلاج بمركبات الكورتيزون. وهناك العامل النفسي فللتأثيرات النفسية انعكاسات سلبية مؤثرة على طول الطفل، والعديد من الأطفال الذين يعانون من تأخرهم الطولي لا يكون وراء هذا التأخر سوى عوامل نفسية متراكمة قد يكون سببها داخل المنزل أو خارجه كالمدرسة أو غير ذلك من أنواع الحرمان العاطفي والنفسي، ومن الأسباب أيضا قلة الوزن عند الولادة، فوزن الطفل الطبيعي عن الولادة هو 4.0-2.5 كيلو غرام عند اتمام الحمل 9 أشهر. والأطفال الذين تكون أوزانهم أقل من 2.5 كغم غالباً ما يعوضون نقص النمو الذي حدث لهم خلال فترة الحمل في العامين الأولين من عمرهم لكن 20% من هذه الشريحة لا يعوضون النقص الذي حدث لهم خلال فترة الحمل، ومن الأسباب أيضا أمراض العظم الخلقية، وسوء التغذية فنقص التغذية يعتبر من أكثر المشكلات شيوعا في العالم ويؤدي إلى اضطراب التمثيل الغذائي داخل الجسم، إضافة إلى اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية، ومن الأسباب أيضا أن يكون قصر القامة العائلي الوراثي، وهنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرا بالأصل، إذ إن للطول مورثات تنتقل من الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة ووزنه متناسبا مع طوله بشكل جيد والعمر العظمي مساو للعمر الزمني ولا يشكو من أمراض مزمنة، ويكون الطفل بحيوية جيدة غير أنه يبقى قصيرا لأسباب وراثية. وأخيرا.. يعتمد علاج قصر القامة على معرفة السبب، فإن كان السبب وراثياً أو عائلياً فقد يصعب التدخل الطبي لحل هذه المشكلة ويقتصر العلاج على المتابعة، أما إن كان السبب عضوياً فعلاجها يكون بعلاج العضو المصاب كعلاج أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيرهما أما إذا كان السبب هو نقص أو اضطراب في إفراز أحد الهرمونات فيكون العلاج بتعويض الطفل الهرمون المفقود.